بقلم الدكتور : عمرو عبدربه
يُعد المرض أحد اشد اوقات الضّعف التي تمر على الإنسان، ويُعد ايضا أكثرها صعوبةً في كثيرٍ من الأحيان،
فالأمراض تختلف باختلاف اعراضها ، وباختلاف الشخص الذي أصابته، لدرجة أنّ بعضها قد تسبب للمريض آثارٍ
نفسيّةٍ حادةٍ بالاضافة إلى الآثار الجسديّة التي قد تنتج عنها.
إنّ كلّ هذه العواقب التي قد تُحدثها بعض الأمراض تستوجب من أقارب المريض وأصدقائه البقاء بجانبه دوما
لدعمه نفسيا وجسديا، وتعتبر أكثر أنواع الدعم هي زيارة المريض، والتخفيف عنه؛ حيث تعكس هذه الزيارة رحمة
الزائر، وخوفه، وحرصه على صحة المريض.
وسيحتوى هذا المقال أهمّ ما يتعلق بزيارة المريض :
آداب زيارة المريض:
– عدم إطالة وقت المكوث عند المريض، وإرهاقه، وإرهاق أسرته معه، فزيارة المريض يجب أن تستوفي أغراضها
بأسرع وقتٍ .
-عدم اصطحاب العديد من الأشخاص عند زيارته؛ فبعض المرضى قد يكونون في أوضاعٍ محرجةٍ لا تسمح لهم
برؤية عددٍ من الناس.
– مراعاة حرمة المريض خاصةً إن كانت امرأة، ففي هذه الحالة يجب أن تقتصر زيارتها على محارمها، وعلى النساء
قدر المستطاع؛ فالمرأة قد تحتاج إلى التخفّف من بعض ثيابها في كثير من الأحيان، كما أنّها قد تكون تعاني من
بعض الأمراض الخاصة في أحيانٍ أخرى، الأمر الذي قد يتسبّب لها بكثيرٍ من الحرج.
– عدم الدخول في أدقّ الخصوصيات، والحديث في العموميات، ومحاولة إضفاء جوٍّ من المرح، والتفاؤل على
المريض، والبعد عن أجواء الكآبة.
– الامتناع عن القيام بالممارسات السلبيّة أمام المريض، وعلى رأسها التدخين.
– الاكتفاء بالدعاء للمريض، والاطمئنان بالهاتف عن أحواله الصحيّة من عائلته إذا كان المرض قد استفحل في جسده، أو بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة.
الآثار الإيجابية المترتبة على زيارة المريض :
تترتب على زيارة المريض آثار إيجابية تنعكس عليه وعلى من زاره أيضاً، وهي كالآتي:
– تخفف زيارة المريض من الضغط النفسي الذي يتعرّض له المريض نتيجة التزامه بسريره واستمرار التفكير في مرضه.
– تساعد النصائح التي يقدّمها الأهل والمقربون المريض على الالتزام بتعليمات الطبيب وتشجعه على ذلك،
وهو الأمر الذي يساعد في سرعة امتثاله للشفاء.
– تساعد زيارات المقربين والأصدقاء المريض على تجاوز فترة مرضه دون التعرض لأزمات القلق والاكتئاب التي
قد تعمل على تراجع حالته الصحيّة.
– تقوِّي عيادة المريض من الأواصر الاجتماعية، وتزيد من تماسك المجتمع وتآلف أفراده.
– ينال زائر المريض رضى الله وكرمه؛ فقد قال صلى الله عليه وسلّم:
(من عاد مريضًا لم يزل في خُرْفَةِ الجنة -يعني جناها- حتى يرجع) (حديث صحيح).
– زيارة المريض بوابةً لزيادة أعمال البرّ، والإحسان، والخير بالنسبة للزائر، فزيارة المريض هي أكبر العظات
التي قد تُبعد الإنسان عن طريق الانحراف، وتجعل قلبه معلّقاً بهدفٍ إنسانيّ نبيلٍ، عوضاً عن حياة اللهو،
واللامبالاة.
– انتشالٌ عائلة المريض من معاناة تعانيها بسبب مرض مُعيلها أو أحد أفرادها، خاصّةً إذا كانت هذه العائلة
من العائلات الفقيرة، والزائر ميسور الحال يمتلك القدرة على تحسين أوضاعها المادية، وتوفير كافة متطلّباتها