بقلم: د. أسامة فخرى الجندى
المدير العام بوزارة الأوقاف
اجعلوها ليلة الصفاء والنور بتصفية القلوب والنفوس من بواعث الحقد والكراهية والبغض… لتنالوا من الله الرحمة والحفاوة والكرامة والعطايا والمغفرة، وتعلمنا عن ليلة النصف من شعبان:أن لهذه الليلة خصوصيةً عظيمةً، وهي أن الله (عز وجل) يُعَمِّمُ فيها العَطَاءَ والجُودَ، ولا يوجد إلا حاجزٌ ومانعٌ واحد فقط يمنع من العطاء والجود في هذه الليلة، ذكره لنا سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ (رضي الله عنه)، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: “يَطْلُعُ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ”.
ومعنى ” يَطْلُعُ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ “: أي يتَفَضَّلُ (عز وجل) إلى عباده بِقَدْرٍ زَائِدٍ ومُخَصَّصٍ من الإقبال والرحمة الخاصة، والنظر، والرضا، والحفاوة، والكرامة، والعطايا، والمغفرة… إذن فهو عطاء خاص لا يُحرم منه أحدٌ إلا أن يكون مشركًا أو مشاحنًا .
ومعنى هذا أن ليلة النصف من شهر شعبان لها ارتباط معين بعمل قلبي محدد وبأَدَبٍ بَاطِنِيٍّ عالٍ ، وهو تصفية القلوب على وجه الخصوص من الشحناء والبغضاء والحقد وما شابهها، فمعاني (القطيعة – المعاندة- التّحَفُّز- التخوين المتبادل- الحقد- الكراهية- البغض- وغيرها) لا بد من تصفيتها، ولا بد من تصفية القلوب من المعاني السلبية.
وبناء على هذا فإن أي شخص نال من حقي ، أو ظلمني، أو اعتدى علي، أو قال ما ليس فيّ، أو أوغر صدري، أو طعن في ظهري،، فإني أشهد الله وأشهد ملائكته أني قد سامحته وصفحت عنه.
ومَنْ تَسَبَّبْتُ له في أي لحظة أَلَمٍ أو أَذَى أو سُوء أو حَرَج، أرجو مُسَامَحَتَه والصَّفْحَ عني . والله (عز وجل)لا ينظر إلى الصور والأجساد وإنما ينظر إلى القلوب والأعمال .
فاللهم إنَّا نَسْأَلُكَ الحِفْظَ والسَّترَ والتَّوْفِيقَ والقَبُولَ، اللهم إنَّا نَسْأَلُكَ أن تُحَبِّبَ عُبَيدَك هذا لِجَمِيعَ خَلْقِكَ،اللهم إنَّا نَسْأَلُكَ ألَّا تَجْعَلَ لِعُبَيدِك هذا عداوةً لجِنسِ مَخْلُوقٍ مِنْ خَلْقِكَ.
اللهم آمين.