محمد نجيب عبداللطيف وأمل أبوالفتوح.. نموذجان مشرفان للرياضة المصرية عامة، ولأنفسهم ومجتمعنا المصرى خاصة، فالبطلان من ذوى الهمم، ومع ابتلائهما الحركى، كانا مثالا للتحدى والنجاح والارادة الصلبة التى لا تعرف المستحيل، متسلحين بطاقة إيمانية ربانية أودعها المولى-سبحانه- قلبيهما وعقلهما، ليسودا منصات التتويج والتكريم والتفوق الرياضى، ومع هذا مازال الخاطر والقلب لهما منكسرا، ويحلمان بجبرهما، وتحقيق حلمهما البسيط.
البطل محمد نجيب عبداللطيف، ابن سوهاج مركز البلينا قرية “السمطا”، بطل الجمهورية في رفع الأثقال ومصارعة الذراعين، ولاعب نادي الإيمان بسوهاج، من ذوي الهمم، حيث أصيب بشلل أطفال وهو بعمر سنة، صاحب إرادة حديدية جعلته يدرك نعم الله عليه، ورغم كل التحديات والمصاعب التي واجهها إلا أن تلك التحديات كانت ولازالت منارة لصموده ونجاحه وتفوقع ونبوغه في مجالات التعليم والعمل والرياضة، حيث استطاع إكمال تعليمه بعد معاناة، وحصل على بكالوريوس تجارة من جامعة سوهاج.
ومع بداية دخوله الجامعة بدأ في ممارسة رياضة رفع الأثقال، وفي وقت قصير أحرز تقدما فيها متفوقا على الأسوياء، فشارك في أول بطولة جمهورية وحصل على المركز الثاني في عام 2015، وتوالت مشاركاته حتى حصل على أكثر من 14 بطولة متنوعة ما بين رفع الاثقال ومصارعة الذراعين، فحصل على المركز ثاني جمهورية في مصارعة الذراعين عام2015، والثالث في بطولة الجمهورية للشواطئ في مصارعة الذراعين 2015، والأول في بطولة الجمهورية في رفع الاثقال 2015، والأول في رفع الأثقال في بطولة منطقة سوهاج للقوة 2017، والأول في مصارعة الذراعين في بطولة سوهاج للقوة 2017، والأول في رفع الأثقال على مستوى جنوب الصعيد2018، والثاني جمهورية في مصارعة الذراعين 2018، وثالث جمهورية في رفع الأثقال (اللجنة البارالمبية) 2018، والأول في رفع الأثقال في البطولة التنشيطية سوهاج -أسيوط لتكرار رفعة البنش -2018، والأول في رفع الأثقال في بطولة سوهاج الكبرى لرفعة البنش 2018، والأول في بطولة سوهاج الكبرى لمصارعة الذراعين 2018، والأول في رفع الأثقال في بطولة التجارب لرفعة البنش 2019، والثالث في البطولة التنشيطية بالمنيا لتكرار رفعة البنش 2020، والأول في البطولة التنشيطية بسوهاج لتكرار رفعة البنش2020، وأخيراً يتبقى حلمه اللي بيسعي له فيقول :باحلم أنضم للمنتخب القومي قريبا إن شاء الله وارفع أسم مصر في البطولات الدولية .
أما البطلة الدولية وبطلة مصر والعرب أمل أبو الفتوح، والأولى محليا وعربيا ودوليا فى الكاراتيه فسأتركها تروى بنفسها حلمها البسيط، حيث تقول: هكمل طريقي، وباكمل عشان ده حلمي مش حلم حد تاني، مناشدة من لديه كرسي متحرك يكون رياضي وسعره معقول، وسريع في حركته وصغير الحجم، لتتدرب عليه، علشان البطولات قربت، وانا مبتمرنش بسبب الكرسي ، احنا منتخب مصر لا نمتلك ولا يتوفر لنا كراسي رياضية ملكنا لممارسة لعبة الكاراتيه والتدريب، وانا اول بطلة في منتخب مصر 2016 الاعاقة الحركية، وبطلة مصر والعرب، باستلف كرسي في كل بطولة من زمايلي، وفى كل مرة استعير كرسي مش مقاسي ولا حتي باعرف اتعامل معه وقت البطولة، لأن الكرسي ده هو الحصان اللي الفارس بيدرب عليه، وماينفعش يدرب علي حصان ويدخل السباق بحصان آخر.
عيب قوي والله، ولو ما عملتش كده يتم انتقاص درجات مني في التحكيم بسبب سوء الكرسي وعدم اتاحته لقوانين اللعبة ويقل مستوايا، انا ساكتة علي كل اللي بيحصل فيّ اكتر من سنة ومبتكلمش مستنية اشوف هيحصل ايه، ومفيش حاجة بتحصل، انا مش طالبة راتب ولا فلوس انا كنت طالبة كرسي متحرك يعني اساس حركة متحدي الاعاقة، وللأسف وزير الشباب والرياضة وعدني ولم ينفذ وعده الي الآن، وفي الخارج الأبطال مطلوب منهم بس يتمرنوا ويركزوا ويكونوا ابطال، أما في مصر (اتحادات رياضية- وزارة شباب ورياضة -نوادي) فمطلوب منك توفر كل ادواتك الرياضية واحتياجاتك الخاصة الاساسية الملازمة ليك كمتحدي اعاقة، واحمد ربنا انك بتلعب اصلا، هل هذا يعقل؟ هل هذا احترام وفهم وتقدير لقدرات الأبطال الرياضيين من ذوى الهمم، طبعا فيه مؤسسات بترعى هذا، ولكن تهتم بفئة معينة ونوعية معينة من الاعاقات فقط، ولا تلام على اجتهادها، لكن انا ليه اتعرض لهذا فى دولتى واترفض من هذا وذاك، فقط لاني اعامل مواطن من الدرجة الثانية، بسبب أننى معاق، يعني على هامش الفرق والمنتخبات، وكفاية علينا يقال لنا والله فقدناكم في بطولات وخسرنا ميداليات بسبب عدم وجودكم في البطولات الدولية.
وتختتم بطلة مصر والعرب والعالم فى الكاراتيه البطلة أمل أبوالفتوح رسالتها المؤثرة فتقول فى شجن وحزن كبير: في بطولة الجيزة والجمهورية واي بطولة دولية، هاحضر البطولات ولو بازحف على الارض، وحلمي مش هيقف، لأنكم ضيعتوا ابطال كتير من دهب من متحدي الاعاقة في كل الالعاب بسبب الاهمال وعدم تقدير قيمة ابطال الاحتياجات الخاصة ايها المسئولون عن الرياضة في مصر في كل مراكزكم .
والحق أشهد أنه منذ تولى الدكتور أشرف صبحى وزارة الشباب والرياضة، وانجازاته الكثيرة تتحدث فعلا، لا أقوالا، مما حدا بأعضاء مجلس النواب أن يصفقوا له تصفيقا حادا فى المجلس عند عرض انجازاته فى وزارته، وهذا لم يحدث من قبل لأى وزير آخر، والتى منها: استفادة 46 مليونا من 1199 برنامج بمحور بناء الإنسان المصري، واستفادة 2 مليون من 144 برنامجا في مجال الأمن القومي، واستفادة 18 مليونا من البرامج الترويحية ، واستفادة 3 ملايين من برامج الوعي الثقافي، جنبا الى تحسن مؤشر مصر في التنافسية العالمية في المجال الرياضي، وتبوأ مصر المركز 38 من 90 دولة في مؤشر الدول المؤثرة رياضيا، وتحقيقها المركز 56 من 205 دولة في مؤشر الرياضة الدولي، والمركز 55 من 206 دول من رياضة النخبة، وتحسن مؤشر 6 مدن في مؤشر مدن التأثير الرياضي العالمي، واحتلت تلك المدن المركز الأول أفريقيًا وعربيا، وتبوأ المركز 29 من 140 دولة في مؤشر توفير الاستادات الضخمة، إضافة لبناء 3 صالات عملاقة في عام 2018 وتحقيق التطوير الشامل لمجمع الصالات المغطاة، والبدء حاليا فى تخريج كوادر في المصارعة والجودو وألعاب القوى، ومعظم بطولات الجمهورية أصبح مستواها متميزا، وتحقيق ميداليات ذهبية في مدغشقر وغيرها، ، كما تم دعم قطاع الأندية الرياضية بـ 104 ملايين جنيه ، وحققنا 3 آلاف ميدالية خلال العام 2018 لـ 2020.
وها أنا ذا أيضا أناشد الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة بموجب مساواته الأبطال البارالمبيين بالأسوياء بالقرار الوزاري الصادر منه في العام 2019 تحقيق حلمى بطلنا محمد نجيب عبداللطيف وبطلتنا أمل ابوالفتوح حتى نصفق له نحن أيضا.. فهل يحققه لهما؟ إنا لمنتظرون.