كتب – محمد عوف :
انتهت وزارة السياحة والآثار من أعمال المرحلة الثانية من مشروع ترميم وتطوير معبد دندرة بمدينة قنا. وأوضح الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن أعمال هذه المرحلة شملت ترميم وتنظيف صالة الأعمدة الكبرى وصالة الإشراق (التجلي الثانية) وتطوير نظم الإضاءة الداخلية والخارجية للمعبد، مشيرا إل أن الأعمال مازالت مستمرة داخل الحجرات الجانبية المحيطة بصالة التجلي الثانية تمهيدًا لافتتاحها قريبا.
وأشار السيد عبد الحكيم الصغير مدير معبد دندرة، أن أعمال الصيانة والترميم تضمنت إزالة الســناج مـــن على الأسطح الأثرية المشيدة من الحجر الرملي، عن طريق استخدام الكــمادات الورقية لإزالـتها، بالإضافة إلى مرحله الترميم الميكانيكي الدقيق لإزالة ما تبقى منها وتثبيت الألوان واستكمال الـفـجـوات المتواجدة بالـجـدران والأسقف واستبدال الاستكمالات القديمة، مما أدى إلى إظهار النقوش بألوانها الأصلية ووضوح المناظر والنصوص، مضيفا أن أعمال الترميم مستمرة للانتهاء منها في الوقت المحدد.
هذا وكانت قد انتهت الوزارة أيضاً من أعمال المرحلة الأولى والتي شملت ترميم الماميزي (بيت الولادة الروماني)، و بوابة المعبد الرئيسية في الجهة الشمالية وإظهار الألوان الموجودة بعتب وسقف البوابة، وتنظيف سلم النزول المستقيم بالمعبد وصالة الأعمدة الكبرى، وثلاثة سراديب وسطح المعبد.
وعن أعمال الترميم، أشار السيد عبد الحكيم الصغير إلى أن المجلس الأعلى للآثار بدأ مشروع أعمال ترميم وصيانة المعبد منذ عام 2005 ثم توقفت عام 2011 ثم استأنفت عام 2017، بـعــد الانتهاء من الدراسات العلمية والاثرية اللازمة، بالإضافة الي الدراسات التجريبية المتأنية باستخدام أفضل الأساليب والتقنيات الحديثة، حيث كان يعاني المعبد من تدهور للنقـوش الجـدارية وما تحملها من ألوان نتيجة لطبقات السناج الناتجة عن تصاعد الأدخنة بسبب عوامل عديدة منها استخدام المعبد للسكن في عصــور سابقة جراء طهـي الطـعام، وحرق الأخشاب واستخدامها للإضاءة، بالإضافة الي الأتربة والعـوالق السطحـية التي تحدثها الــرياح .
كما بدأت الوزارة في عام ٢٠١٩ مشروع تطوير فناء معبد دندرة بالتعاون مع البعثة الأثرية الفرنسية لتحويله إلى متحف مفتوح للقطع والعناصر الأثرية الحجرية التي كانت ملقاة على أرض المعبد منذ اكتشافها، حيث تم وضعها على عدد من المصاطب الحجرية في الجهة اليسرى من بوابة الدخول الرئيسية للمعبد، كما تم وضع القطع التي كانت موجودة بمخزن الماميزي (بيت الولادة) بالمعبد.
وقد قام الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، في فبراير ٢٠٢٠ بافتتاح ثلاثة سراديب وبانوراما (سطح) معبد دندرة بعد الانتهاء من مشروع ترميمهما، مؤكداً على أن افتتاح بانوراما (سطح) معبد دندرة يعد نقطة جذب سياحي جديده.
وتعتبر السراديب الثلاثة التي تم افتتاحهم للزيارة ضمن 12 سرداباً كانوا مغلقين بالمعبد ماعدا واحد منها فقط موجود خلف قدس الأقداس كان مفتوحا للزيارة، أما الـ11 سرداب الباقية مغلقة وتم الانتهاء من ترميم ثلاثة منهم وافتتاحهم للزيارة ليرتفع عدد السراديب المسموح بزيارتها إلى أربعة، بالإضافة إلى بانوراما (سطح) المعبد الذى تم الانتهاء من ترميمها وافتتاحها ايضا للزائرين بعد غلقها لسنوات طويلة.
ولربط طلاب المدارس والأسر المصرية بالمواقع الأثرية، وتعريفهم بمعبد دندرة وتنمية الوعي الأثري بالبيئة المحيطة بهم أثناء الزيارة للحفاظ على الآثار، تم عمل كتيب عن معبد دندرة يصطحب الزائر في رحلة استكشاف داخل المعبد يتعرف فيها على معلومات عن المعبد وتاريخ إنشاؤه، وتكوينه المعماري الفريد، ويعتمد الكتيب على تقديم المعلومات بشكل مبسط عن طريق بعض الأسئلة والأنشطة التفاعلية التي ينفذها الطفل داخل المعبد بصحبة أسرته أو أصدقاءه.
– نبذة عن المعبد:
شيد معبد دندرة لعباده الإلهة حاتحور إلهه الحب والجمال والأسرة عند قدماء المصريين، على الشاطئ الغربي من النيل، ويرجع تاريخ بناءه إلى العصر اليوناني الروماني حيث بناه الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملي، وأضاف إليه العديد من أباطرة الرومان بحيث استمرت عملية بناءه نحو 200 سنة.
ويتميز المعبد بفن معماري فريد وغني باللوحات والنقوش، كما زينت جدرانه وأعمدته بكتابات هيروغليفية وتماثيل محفورة بالغة الدقة والجمال.
وتبين النقوش الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان أغسطس، تبريوس و نيرو يقدمون القرابين إلى الآلهة على النحو الذي كان يتبعه قدماء المصريين.
يتميز المعبد بمناظره الفلكية التى تزين أسقفه التى تعتبر تحفة إبداعية فهو من أبرز التحف المعمارية في تاريخ مصر القديمة، ويمكن الوصول إلى السقف العلوي عن طريق سلالم مزينة بمناظر للمواكب الكهنوتية وهم صاعدين على السلالم حاملين تماثيل حتحور في نقوش فرعونية رائعة، وهي تمثل الاحتفالات برأس السنة.
وتعد واجهة معبد حتحور من أروع الواجهات الفرعونية القديمة الخاصة بالمعابد يبلغ عرضها 35 مترا وارتفاعها 12.5 متر يتصدر واجهة المعبد أعمدة ضخمة رائعة أعلاها متوج برسومات لروؤس الإله حتحور ( الأوجه الحتحورية)، وكذلك معبد الولادة الإلهية الثاني الذي شيد في عهد أغسطس والذي يحتوي على نقش بارز يجسد بوابة وهمية تصل إلى العالم الآخر، يعلوها ثلاث أقراص للشمس المجنحة، ثم صفًا من أفاعي الكوبرا المتوجة بأقراص الشمس ويبلغ عدد الاعمدة التي تحمل سقف قاعة المعبد 24 عمودًا، بالإضافة إلى عدد كبير في باقي المعابد من الداخل وتحاط هذه الأعمدة بمجموعة من الغرف لتقديم القرابين.
السراديب بمعبد دندرة:
هي المكان المخصص للاحتفالات بالأعياد في مصر القديمة، وتخرج منه تماثيل المعبودات الذهبية والأدوات الطقسية اللازمة لإقامة الشعائر الدينية، ويحفظ بداخلة التماثيل الثمينة والأدوات ذات القيمة، وهو يضم مجموعة هامة من النقوش والمناظر ومنها منظر فتح الباب الحجري، و خبري المجنح الذي يدفع قرص الشمس المجنحة أمامه بين علامتي الشرق والغرب، وطقسة تقديم الخبز للمعبودة حتحور سيدة دندرة بالاضافة إلى طقسة طعن التمساح أمام حور بحدتي مناظر الحتحورات السبعة.