الدكتور حمدي زكي المستشار السياحي الأسبق يكتب لصوت الشعب :
بعد طول غياب امتد لأكثر من عام منظمو الرحلات ينظمون رحلات شارتر من مدريد للاقصر بدءا من الشهر القادم وكان لمنظم الرحلات سما ترافيل بمدريد السبق في اتخاذ هذا القرار الصعب وتحمل المخاطرة في ظل عدم اي دعم من قبل وزارة السياحة والاثار و نحن نثمن مبادرة الوزارة بإعفاء السائحين من رسوم التاشيرة عند الوصول للاقصر واسوان ونهيب بالدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار التوجيه بتفعيل تحفيز الشارتر حتى يصبح حقيقة بعد ان صار حبرا علي ورق حيث اشتكى منظمو الرحلات الاسبان بعدم تلقي اي رد علي التماساتهم بشان تنفيذ اجراءات تحفيز الشارتر واضاف بعضهم بانهم علي مدى سنوات جلبوا لمصر آلاف السائحين من اسبانيا دون تقاضى دولار واحد من خطة تحفيز الشارتر . ومما هو جدير بالذكر ان الاهالي بالاقصر واسوان يتعطشون للسائح الاسبانى المعروف بانه مولع بسياحة الآثار ويقضى ليالي اكثر وعالي الإنفاق مما حدى بالوزير اد. العنانى بالاهتمام بترويج المكتشفات الاثرية كما نجح في وصول اخبار المتحف المصري الكبير الي ملايين البيوت بشتى مدن ونجوع الكرة الارضية .
كما نهيب بسيادته مع الصيف القادم ان يطلق حملة ترويجية بالسوق الاسبانى الواعد والذى ايضا هو النافذة المطلة علي سوق امريكا اللاتينية لذا لايصح اهمال هذا السوق الذى يزوره المسؤلون المصريون من هيئة التنشيط مرة سنويا خلال بورصة مدريد ثم يختفون تماماً ليعودوا لبورصة مدريد العام الذى يليه لتوزيع نفس وعود العام الذى سبقه والتى لم ينفذ منها شيئا لأسباب من المؤكد أنها تخرج عن إرادته حيث لايختلف اثنان علي ان مسؤولي هيئة التنشيط مهتمون بعودة التدفقات من اسبانيا ولكن هذا يتطلب سياسة ترويجية تتناسب مع متطلبات السائح الاسبانى .
وسوف اعطى مثلا واحدا كدليل علي ان السياسة الترويجية للوزارة في اسبانيا جانبها الصواب ولم تنجح في مخاطبة السائح الاسبانى :
جفت الاقلام وبحت الاصوات من القطاع الاسبانى والمصري والتى راحت تنادى علي مدى سنوات بضرورة ان تقوم شركة محلية بالترويج بهذا السوق ولايصح ان تقوم بذلك شركة واحدة تصدر رسائل لاتفرق بين السائح السويدى والسائح الاسبانى ومع ذلك لم يعيروا التفاتا لتلك النداءات وفوجئنا بإعلانات للشركة التى تعاقدت معها وزارة السياحة المصرية علي مااذكر منذ خمسة اعوام وجاءت الاعلانات مخيبة لآمال منظمى الرحلات لانها ربما تصلح للسويد او النرويج او كندا ولا تصلح للاسبان حيث جاء نص الاعلان
زوروا مصر للتمتع بشمسها ويزيد الطينة بلة ان الاعلان جاء في عز يوليو في بلد كاسبانيا حيث الناس تريد ان تهرب من الشمس الحامية ولابأس من بيع فكرة الشمس المصرية ولكن علي ان ياتى ذلك ضمن عدة عوامل جذب اخري شريطة ان تكون عوامل جذب تنفرد بها مصر اما الاعلان الاخر فكان ايضا لنفس الشركة الفاشلة والذى جاء بمثابة صورة لعائلة تستمتع بالبحر ، اى بحر لا احد يعلم فقد اغفلوا ان مصر ليست محتكرة للشواطئ وكتبنا وكتب الاعلاميون مطالبين بإضافة اي رمز او كلمة او صورة كى يخمن مشاهد اوقارئ الإعلان بان هذا الشاطئ محل الاعلان العبقري في مصر حيث يحتار المشاهد هل هو شاطئ مغربي ام من الكاريبي ام لبنانى ام فرنسي ام اسبانى ..؟! لا احد يعلم سوي الشركة التى كانت وزارة السياحة قد تعاقدت معها وراح وزير تلو الآخر يصر علي عدم تغييرها والآن يأمل بعدم تكرار نفس الخطأ خاصة انه قد اذيع بان الوزارة بصدد التعاقد مع شركة دعاية عالمية للترويج بشتى الاسواق واذ ينصح بعدم توحيد رسالة واحدة للشامى والمغربي للاسبانى والسويدى بل مخاطبة كل سوق حسب رغبات اهالي هذا السوق وحسب متطلبات ورغبات كل سوق علي حدة والتى تختلف من سوق واخر بل تفيد الابحاث ان داخل السوق الواحد توجد شرائح مختلفة فاهالي الجنوب يختلفون عن اهالي الشمال للبلد الواحد وللشباب رسالة ولاصحاب المعاش رسالة مختلفة لذا هناك برامج موجهه لمن فوق 65 عمرا وهنالك برامج لحديثي الزواج او شهر العسل وهناك برامج للطلبة وبرامج لمريدى سياحة المؤتمرات والمجموعات المهنية
Incentive
وهو سائح يهمنا لانه عالي الإنفاقك ، كما انه لايمكنك ان تبيع المياه في حارة السقايين فاسبانيا بلد فريد في سياحة الشواطئ واكثر من 98 بالمئة من الاسبان يطلبون سياحة الآثار ولايرضى بديلا عن زيارة الاقصر واسوان والاهرامات ومع ذلك تصر خطة الوزارة في الماضى علي دعوة الاسبان لزيارة البحر الاحمر ، وبالطبع انا لست معارضا لترويج برامج البحر الاحمر فلا بأس من برامج مختلطة تشتمل علي رحلة نيلية وليلتين او اكثر بالبحر الاحمر واخرى سفاري والإسكندرية ومكتبتها وبرامج تشتمل علي قاهرة نجيب محفوظ كخط سير الدون كيشوت في خطط المدرسة الاسبانية فضلا عن الرحلة النيلية التى لابديل عنها ثم توجيه رسائل اخري تروج لخط سير العائلة المقدسة والتى تهم ملايين السائحين مسيحيين وغير مسيحييون.كل تلك الامور وغيرها ينبغي ان تراعي عند قيام شركة ما بالترويج
واخيرا نتمنى لمصر ان تحصل علي نصيبها العادل من السياحة الدولية لما لها من مقومات تحسدنا عليها مقاصد كاسبانيا وفرنسا بشهادة الاوربيين انفسهم واذ تشير الابحاث في اسبانيا لبداية عودة الطلب السياحى مع بداية الصيف القادم نتيجة لتطعيم ملايين المواطنين حو ل العالم ضد كوفيد 19 لتعود التدفقات رويدا رويدا خلال نهاية هذا العام ولتعود بقوة العام القادم والبقاء للأصلح ومن يتسلح بجودة الخدمة
لذا صار علينا التدريب والاستعداد لاستقبال جيد وخدمة ممتازة للسياحة القادمة لامحالة فبعد كل ليل هناك نهار وبعد كل ظلام هناك شمس وضوء ، ويحذر خبراء السياحة من هروب العمالة المدربة نتيجة لعدم تقاضى رواتبهم ولهذا قدسية اهم من الإنفاق على
الحملات الإعلانية والا صرنا كمن اعلن عن مطعمه بينما الطباخ الماهر قد في الي دبي علي سبيل المثال