كتب- أحمد نورالدين:
نظمت ادارة البحوث والدراسات الاستراتيجية قطاع الاعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، ورشة عمل متخصصة بشـأن” التربية الإعلامية: تحديات وأفاق”، حيث عقدت في رحاب الأمانة العامة للجامعة، تحت رعاية معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط وأدارها الوزير المفوض الدكتور علاء التميمي مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية والمسئولين بقطاع الاعلام والاتصال بالجامعة .
وصرح وزير مفوض دكتور علاء التميمي مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بجامعة الدول العربية أن انعقاد هذه الورشة العلمية يأتي انطلاقا من القرارات الصادرة عن مجلس وزراء الإعلام العرب، وما تبلوره من رؤية عربية مشتركة لمبادئ العمل الإعلامي العربي ومرتكزات الخطاب الإعلامي العربي ورسالته في الداخل والخارج، وعلى وجه الخصوص القرار المتضمن الموافقة على عقد ورشة عمل حول موضوع التربية الإعلامية بهدف التعريف بالتجارب العربية والدولية الرائدة في مجال التربية الإعلامية، وتحديد المشكلات والعوائق وطرق معالجتها، وتبادل الخبرات بين الباحثين والمسؤولين، والخروج بخطة استراتيجية عربية للتربية الإعلامية.
هدفت الورشة إلى توفير إطار معلوماتي معرفي مرجعي للإعلاميين، سعيا إلى إبراز أهمية تبني التربية الإعلامية سواء من قبل المؤسسات التعليمية أو من قبل مؤسسات المجتمع الأخرى، كذلك إبراز الدور المهم الذي يمكن أن يعكسه انتشار مبادئ التربية الإعلامية على الإعلام والمجتمع. وتكريس حالة من الوعي حول مفهوم التربية الاعلامية والقدرة على التفاعل والتعامل بصورة مؤثرة وقادرة من خلال طرح العديد من الأسئلة حول سبل فهم الإعلام والتعامل مع التحديات في ظل ما تبثه وسائل الإعلام التقليدي منها والحديث، وما تنشره من صور وقناعات وأفكار.
شارك في أعمال الورشة الجهات المعنية بالبحوث والدراسات الإعلامية والتربوية في وزارات الإعلام والتربية والتعليم بالدول العربية، والشخصيات الفكرية والأكاديمية المتخصصة والخبراء المتخصصين بالإعلام التربوي في الدول العربية، والمنظمات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية، والإعلاميون العرب المشاركين في ورشة العمل، ومراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية العربية.
ناقشت ورشة العمل ستة محاور أساسية ابرزها: مفاهيم ومصطلحات عامة حول: بيان المقصود بمفهوم التربية الإعلامية.. وتطورها ومنطلقاتها وأهدافها.. ودور وسائل الإعلام العربي ومنظمات المجتمع المدني في مجال الوعي بالتربية الإعلامية.. والتربية الاعلامية وتشكيل الرأي العام.. وغيرها من القضايا المهمة الاخرى.
وكان من أبرز الأوراق البحثية ما قدمته الإعلامية عبير عبدالرحمن صالح حسن مدير التحرير التنفيذي لمجلة وموقع نهر الأمل، بورقة بحثية بعنوان (فن التجاهل في التربية الإعلامية(، والتى أكدت فيها أنه لابد من الاعتراف بأن للاعلام دور هام جدا في التأثير على قناعات وقيم المجتمع وبالتالى ممكن ان يغير من سلوكه وذلك اما بالتأصيل لسلوكيات وعادات موجودة بالفعل او استحداث عادات وسلوكيات جديدة سواء بالسلب او الايجاب، لذلك يجب على صانع المحتوى الاعلامى ان يكون لديه فن ومهارة انتقاء الاحداث التى يتناولها، فالتجاهل احيانا يكون هو التفاعل الامثل للحدث بعكس ما يظنه البعض فليس كل حدث يستحق ان يتم تناوله اعلاميا فهناك احداث كثيرة من حولنا تسليط الضوء عليها يضر اكثر بكثير مما ينفع، التجاهل يكون فى كلا المرحلتين: المرحلة الاولى: “صناعة المحتوى الاعلامي”
مضيفة أن هنا لا اتكلم عن التضليل الاعلامى بنشر الاخبار الكاذبة او الملفقة فهذا بديهى وكل المواثيق الاعلامية تندد به ولكن اتحدث عن تجاهل الحدث الصادق والصحيح مائة بالمائة فهنا يجب ان نحكم الضمير، العقل ونتسال ماهى الحكمة من النشر؟ وهل هذا المحتوى يفيد ام يضر؟ هل نشره يؤثر سلبا على العلاقة بين الشعوب مثلا؟ اويزيد من حدة الصراعات؟، يسبب مشكلة طائفية؟، يؤصل لسلوك سلبى فى المجتمع؟، يشوه قدوة؟، يعمل على التفكك الاسرى؟ او يحث على العنف؟ فبعض ماينشر حتى لو كان مستهجنا ومستنكر في بادئ الامر ولكن مع تكراره وانتشاره يصبح مألوفا بين الناس، ثم يحدث تغير فى القيم مما يؤدى الى تغير السلوك الي ان يأتي اليوم، الذى يعمل بما كان مستنكر وهذا ما يسمى التاثير التراكمى.
مشيرة أن من اسباب النشر العبثى اما بهدف الرواج والشهرة او على سبيل التسلية والمزاح او الفكاهة، لذلك يجب على كل من يدير المنصة الاعلامية او الصحيفة او الناشر على صفحات التواصل الاجتماعى ان يكون على وعى بذلك.
ثانيا: مرحلة تجاهل المحتوى الاعلامي بعد النشر: اولا يجب توعية المتلقى بضرورة التعرف على مالك الوسيلة الاعلامية التى يتابعها لمعرفة اهدافهم واتجاهاتهم الفكرية وانتمائتهم، لانهم يبثوها فى ثنايا خطابهم االعالمى، ثم يأتى التوعية بأهمية التجاهل التام لكل محتوى ضار او غير اخلاقى، وذلك بعدم المشاركة او كتابة تعليقات او التفاعل معه لأن كل ذلك يزيد من نشر المحتوى بدلا من اندثاره، فبتجاهل النشر العبثى يندثر السئ وينتشر الحسن ويعم وهذا مانرجوه، فلنجعلها دعوة لنشر كل حسن وابرازه وتجاهل كل سئ، واخيرا اختتم بقول سيدنا عمر بن الخطاب: “أحيوا الحق بذكره، وأميتوا الباطل بتركه”.