كتب – محمد علي :
أكد الدكتور إيهاب فهمي رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة بالإسكندرية، إن الإدارة بدأت تنفيذ دورة تدريبية تمثل محاكاة على الطبيعة لأعمال التنقيب التحتمائى والغوص، لرفع الوعي الأثري وخلق كوادر شبابية جديدة في مجال الآثار البحرية والمغمورة بالمياه، تحت عنوان «الآثار البحرية وأساسيات العمل الأثري تحت الماء».
وأضاف فهمي، في تصريحات له اليوم ، أن البرنامج التدريبى استمر لمدة 4 أيام في شواطئ دهب، تخللته محاضرات نظرية وتطبيق عملي على الطبيعة تحت الماء، مضيفًا أن الإدارة كانت تجري تدريبات في حمامات سباحة قبل ذلك إلا أنه تم تنفيذ البرنامج التدريبى هذه المرة في الشاطئ.
وأوضح أنه قد خاض التجربة 5 أثريين للتدريب في الشواطئ للمرة الأولى؛ والتنقيب التحتمائي والغوص للتعرف على الآثار البحرية المغمورة بالمياه.
وأوضح أن الدورة تنوعت بين محاضرات نظرية لتوضيح مفاهيم وأساسيات علم الآثار البحرية ومبادئ العمل الأثري تحت الماء، وتدريب عملى على أساسيات أعمال المسح والحفائر تحت الماء.
وأشار فهمي، إلى وجد العديد من المواقع الأثرية الغارقة فى الإسكندرية؛ والتي يعمل بها عدة بعثات أجنبية ومصرية، ليكن أولهم موقع “مينا الشرقي” ويعد بقايا الحى الملكى القديم، وبه آثار بقايا ثابتة مثل “مباني، وبقايا أرضيات”، بالإضافة إلى بعض الآثار مثل “الأعمدة، تماثيل أبو الهول، مراكب قديمة غارقة”.
وأضاف أن الموقع الثاني يتمثل في “قلعة قايتباي” وهي بقايا فنار الإسكندرية القديم الذي تم ترميمه أكثر من مرة إلى أن انهار كليًا، وأصبح الآن أمام قلعة قايتباي في المياه.
وتابع أن الموقع الموجود أمام قلعة قايتباي بمنطقة الأنفوشى، يضم أكثر من 3500 قطعة أثرية، تنتمى إلى عدد من العصور التاريخية القديمة، فضلًا عن مركب غارق على أعماق كبيرة تحت مياه البحر، وكذلك فنار الإسكندرية القديم.
وعن التماثيل التي تم العثور عليها في موقع مدينة “هيراكليون” الغارقة بخليج أبوقير البحري أثناء الحفائر، قال إنه تم العثور على ثاني التماثيل العملاقة، هو التمثال المعروض من الجرانيت الوردي لإحدى ملكات البطالمة، يرجع إلى الفترة من القرن الرابع إلى الثالث قبل الميلاد، وعمره 2400 سنة.
وأوضح أنه تم الكشف عن التمثال عام 2000، وكان مكسورًا ومقسمًا إلى 5 أجزاء، ثم تم انتشاله ونقله وحفظه في مخازن الإدارة المركزية للآثار الغارقة، حيث تم إجراء أعمال الترميم والصيانة له وتجميع أجزاءه تمهيدًا لعرضه مكتملاً، ويعتبر من أكثر التماثيل البطلمية الضخمة والمكتملة بالطراز الفرعونى التي تم العثور عليها بمصر.
وتابع أنه جرى تجميع التمثال البطلمي في مخازن الإدارة المركزية للآثار الغارقة، وتم عرضه في العديد من المعارض الخارجية وحالياً محفوظ بالمتحف المصرى لعرضه بعد الافتتاح الرسمي للمتحف.
وأكد أن القطع الأثرية الصغيرة التي يتم استخراجها من الماء يتم نقلها إلى المخازن خوفا عليها من عوامل السرقة، وذلك بعد أن تتم لها كافة أعمال الصيانة والترميم، لتكون جاهزة للعرض المتحفي، بينما الآثار كبيرة الحجم تكون لحماية التراث الثقافي الموجود في المياه، فيتم وضعها فى مكانها الأصلى.
وعن المؤشرات والظواهر التي تدل على وجود آثار غارقة، قال إنه يتم الاعتماد على المصادر القديمة الموجودة والكتابات التي تدل على أن المكان يوجد فيه آثار، إلى جانب الاعتماد على البلاغات التي تأتي من الصيادين عن وجود آثار في هذا المكان، بالإضافة إلى البحث التقليدي الذي يتم من خلال المسح، ويتمثل في مسح بالغطس، وهو صعب جدا بسبب التيار، قائلاً: “نستخدم أجهزة تعطينا صورة للقاع والتي تبين لنا عن وجود قطع أثرية في هذا المكان من عدمه، وتكون صورة ليست واضحة ولكن تعطي مؤشر عن وجود أثر مدفون”.