بقلم: د/ خالد راتب
من علماء الأزهر الشريف
في طرفة عين انقلبت الموازين العالمية وسقطت المادة التي يعتبرها الملحدون إلها لهم، حتى ظن بعضهم –عندما أخذت الأرض زخرفها وازينت – أنهم قادرون على فعل كل شيء وأنهم ملكوا الكون في كفة والكفة الثانية تتحكم في مقاليد الأمور، فأصبح في اعتقادهم أن الكون يسير حسب نظرتهم المادية ولا يوجد إله مدبر ومنظم لهذا الكون، جاءت كورونا برسالة عاجلة ليست للملحدين فحسب بل وللغافلين الذين غرتهم الأماني ولعبت بهم شهواتهم ،وجاءت برسالة كذلك للطائعين أن يزدادوا طاعة وقربا إلى الله، فكورونا رسالة للعالم كله للكبير، والصغير، للصحيح وللمريض …ولكنها رسالة أكبر للملحدين لتواجههم بهذه الأسئلة المعجزة .
من أرسل كوفيد 19؟ ولماذا وقفت المادة ووقفتم معها حائرين عاجزين حتى الآن دون إيجاد دواء ناجع ؟ فيرس لا يرى بالعين حبسكم في بيوتكم وكمم وجهكم وفرق بينكم، وعطل الأعمال وعرقل الاقتصاد، وقذف في قلوبكم الرعب وفي عقولكم الحيرة، وفرق بين الأحبة والأصحاب، فمنهم من حبس في سريره، ومنهم من سكن القبر … هل صنع كل هذا الفيروس الذي لا يرى من تلقاء نفسه، وهل تعتقدون ذلك أيها الملحدون أنه موجود رغم أنه لا يرى وأنتم لا تؤمنون إلا بالموجودات المحسوسة فكيف أمنتم بأنه فعل كل هذا في الكون وأنتم لما تشاهدوه!.
إذا كنتم آمنتم بفعل هذا الفيرس كوفيد 19 دون رؤيته، فلماذا حتى الآن تكابرون ولم تؤمنوا بمن حوى هذا الفيرس في كونه وأصاب به من يشاء وصرفه عمن يشاء، من ترككم الآن ومادتكم فوقفتم مكتوفي الأيدي عاجزين ،ألم يحن الوقت لتقولوا ربي الله لا إله إلا هو!.