النائب عجينه والحقيقه اليقينيه
بقلــــــم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
النيابه عن شعب مصر شرف أحمد الله تعالى أن منحنى إياه خاصة فى زمن القيمه ، والنائب ليس سيدا على الناس بل خادما لهم ، يزود عنهم كل مكروه وسوء ، ويدفع عنهم الضر ، ويساعدهم على تجاوز المحن ، وتخطى الصعاب ، ويبذل قصارى جهده ليحقق طموحاتهم فى حياه كريمه ، ويكون حائط صد لهم ضد من يحاولون إهدار كرامتهم ، وسحق إرادتهم ، بالمجمل النائب الحق جزء من كيان هذا الشعب .
هكذا يعنى النائب بالنسبة لى ليس إنطلاقا من دراسه ، أوشعارات ، إنما إنطلاقا مما عايشته من واقع حقيقى فى زمن مضى عندما تشرفت عائلتى الكريمه بتقديم خيرة رجالها نوابا بالبرلمان عن دائرتى الحبيبه بسيون لعقود ، ويتعاظم الشرف أن أكون إمتدادا لهم نائبا عن المعارضه الوطنيه الشريفه حيث ” الوفد ” فى زمن الشموخ ، ، لذا فماأطرحه نابعا عن خبره ممزوجه بالممارسه البرلمانيه الفعليه لذا كان من الطبيعى أن يصيبنى الذهول وتتملكنى الدهشه وأنا أتابع بث النائب إلهامى عجينه لإقتحامه مستشفى شربين ، وأبدا لايمكن أن يكون ذلك أداءا برلمانيا حقيقيا ينشد البحث عن الحقيقه ، والتصدى للخلل ، أو منطلقا للرقابه على أداء الموظفين ، مارأيته نوعا غريبا وعجيبا للممارسه البرلمانيه التى لاوجود لها إلا فى زمن الهزل ، لذا لايمكن على الإطلاق أن يرتقى ماحدث لأى مستوى أداء كان شعبى محلى ، أو برلمانى .
بصراحه شديده هذا البث إساءه بالغه للنائب ذاته ، بل وللممارسه البرلمانيه برمتها ، النائب حاول إستخدام البث ليثبت تقصير الأطباء وإهمالهم وتردى الحال بمستشفى شربين وإذا به يقدم شهاده لهم بأنهم يؤدون واجبهم على خير مايكون ، فيتحقق فيه القول المأثور ” رب ضارة نافعه ، ورب عمل إستهدف به شيئا فأتى بنقيضه ” ، إنزعجت كثيرا لطريقة النائب فى التعاطى مع أحوال المستشفى حيث رسخ عندى بهيئته وأسلوبه وطريقته أنه رجل أمن ، وشخص يحاول فرض عضلاته ، والإجتهاد فى إستفزاز الأطباء ، وتوريطهم ليقولوا كلمات تجعلهم محل مسائله وإستهجان لكنهم كانوا وبحق على مستوى المسئوليه ولم يمكنوه من ذلك .
قولا واحدا وبلا مزايدات النائب أخطأ الأمر الذى يستوجب منه المراجعه والتصويب وبسرعه . فمن غير المقبول أخلاقيا ، ولاإنسانيا ، ولابرلمانيا ، أن يكون الأداء البرلمانى فى الرقابه على هذا النحو ، والذى تجلى بوضوح فى طريقة عرضه لتحفظاته على مستشفى شربين عندما تواصل مع وكيل الوزارة تليفونيا حيث إدعى على غير الحقيقه على أطباء المستشفى إدعاءات لم تثبت حتى فى الفيديو الذى بثه هو نفسه ، والذى ثبت فيه أن هؤلاء الأطباء كانوا قدوه ومثالا للإحترام .
ظننت من صرخات النائب وهو يهم بالدخول للمستشفى موضحا إنتهاء صلاحياتها مبنى ومعنى أننى سأرى عفوا ” شفخانه ” ومقلب زباله ، ومكان موبوء فإذا بى أجد من خلال نفس بثه هونفسه للمستشفى أنها فى منتهى النظافه ، يضاف إلى ذلك ، أن هناك تواجد للأطباء وهيئات التمريض ، ومتابعه طبيه للمرضى يضحض أى زعم بالإهمال .
النائب إلهامى عجينه مدين بالإعتذار الشديد لأطباء مستشفى شربين ، لأنه لايليق بنائب ، يكون مسلكه هكذا مع أى فئه بالمجتمع فى القلب منهم الأطباء ، وحتى لو كان لديه قناعه بوجود أخطاء ولديه مايؤكدها ، فإن لديه مع إحترامى الشديد لشخصه من الآليات الرقابيه الكثيره التى يحاسب بها المقصرين أو المهملين ليس منها أن يقتحم المستشفى بهذه الصوره ، ويفتح غرف المرضى بتلك الطريقه المستفزه ، والمرفوضه ، التى لاتراعى للمرضى حرمه ، ثم يزعم أنه يؤدى دوره البرلمانى .
يقينا .. لايمكن أن يكون هذا أداءا برلمانيا موضوعيا ، بل يتعين على نقابة الأطباء أن يكون لها موقف شديد ، يرسخ لضرورة إحترام الأطباء ، وكل العاملين فى الحقل الطبى فى هذه المرحله الدقيقه التى يمر بها الوطن ، ويتعين أيضا على مجلس النواب أن يرشد مسلك النائب الذى أهدر بتصرفاته مع أطباء وتمريض مستشفى شربين قيمة الأداء البرلمانى ، وأساء لهم دون إدراك منه أنهم وزملائهم فى كل ربوع مصرنا الحبيبه تاجا على الرأس ، وكيف لايكونوا كذلك وهم خط الدفاع الأول للمصريين ، للتصدى لفيرس كورونا ، لذا يتعين على جميع المصريين أن يقدموا لهم الشكر لدورهم الكبير فى الحفاظ على صحة كل أبناء الوطن الغالى .