تقرير كتبه: أحمد السيد
تنطلق فعاليات سوق العسل العُماني الخامس عشر، غداً “الخميس” بمسقط، والذي تُنظمه وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.
ويستمر السوق حتى الأحد القادم الموافق 31 يناير الجاري، ويشارك فيه 53 نحالاً من مختلف المحافظات العُمانية، ويعرض النحالون أنواعاً متعددة من العسل مثل (السدر، السمر، السرح، الصمغ العربي، العتم، اللبان) وغيرها من المنتجات العسلية.
ويعتبر السوق أكبر تجمع دوري من نوعه تقيمه الجهات المختصة بعُمان، بهدف تمكين قطاع إنتاج العسل في السلطنة وزيادة المعرفة بأهميته والتعريف بمنتجاته المتنوعة وإتاحة الفرصة للتواصل بين منتجي العسل وبين المستهلكين.
ويتضمن السوق جناحاً خاصاً لوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه لتعريف الزوار بجهود الوزارة في مجال تطوير وتربية وإكثار نحل العسل، كما يحتوي السوق على عرض للمستلزمات الخاصة بالنحل والنحالين.
وقد أولت سلطنة عُمان جل اهتمامها بالعسل وقامت بتطويره ورفع جودته من خلال البرامج التنموية والإرشادية التي تنفذها وزارة الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه، وظهر ذلك جليا من خلال المشاركات الداخلية والخارجية والجوائز العالمية والتي حصل عليها العسل العماني أثناء المشاركة في المسابقات المتخصصة.
وفي عام 2020 أشارت التقديرات إلى أنه تم إنتاج وبيع ما يزيد عن 600 طن من العسل بما يصل مجموعه إلى 35 مليون يورو أي أكثر من 16 مليون ريال عماني ، ويتوقع ان يتضاعف انتاج العسل خلال الموسم القادم بسبب الأمطار الأخيرة وتوفر المرعى للنحل.
أشارت تقارير اقتصادية عالمية، الى أنه في الوقت الذي تحاول السلطنة تنويع اقتصادها بعيدًا عن اعتمادها على النفط ، تقوم الحكومة بتطوير صناعات أخرى مثل الزراعة، موضحة أنه يتم تقديم دورات تدريبية مجانية على كيفية عمل المناحل، بهدف توسيع قطاع العسل والوصول إلى حد ما لحل مشكلة الباحثين عن العمل في عمان، حيث يوجد في السلطنة أكثر من 5000 مربي عسل وأكثر من 100 ألف خلية نحل.
ويعتبر العسل أحد مصادر الدخل الرئيسية للعديد من الأسر العُمانية التي تعمل في هذا المجال، ولها دور بارز في دعم الاقتصاد الوطني من خلال بيع وتصدير العسل إلى خارج السلطنة ، كما تساهم مهنة تربية نحل العسل في تشغيل قطاعات أخرى مرتبطة بالقطاع كورش النجارة والحدادة، ووسائل النقل، واستيراد وتصدير مستلزمات النحل ووفرت فرص عمل للشباب العماني، وهناك طلب كبير على العسل العماني داخل وخارج السلطنة نظرا للسمعة الجيدة التي يمتاز بها ناهيك عن كون العسل الطبيعي شفاء للناس.
ويهدف سوق العسل الى التعريف بالمنتج العماني من العسل، بالإضافة إلى التعريف بأنواع العسل العماني، وكذلك إتاحة الفرصة للتواصل بين منتجي العسل ببعضهم البعض من جهة وبينهم وبين المواطنين والمقيمين في السلطنة من جهة، وتسعى وزارة الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه، من خلال هذا السوق إلى دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وذلك لإيجاد المزيد من المنافذ التسويقية والترويج للعسل العماني المعروف بجودته العالية وقيمته الغذائية، ويشارك بعض النحالين في فعاليات مختلفة مثل المهرجانات والاحتفالات التي تقيمها بعض الجهات المختصة كمهرجان مسقط ومهرجان صلالة السياحي والمعارض المختلفة داخل وخارج السلطنة.
الجدير بالذكر أن مهنة تربية نحل العسل بالسلطنة تعتبر مهنة قديمة زاولها الآباء والأجداد بالطرق التقليدية وتم تطويرها من قبل الحكومة العُمانية وذلك بإدخال أحدث الأساليب والتقنيات الحديثة من خلال تنفيذ العديد من البرامج البحثية والإرشادية وإيجاد مشاريع استثمارية منظمة في مجال نحل العسل.