كتب: أحمد السيد
احتلت القضايا العربية المحورية صدارة الاهتمام على الصعيد السياسي الخارجي للسلطنة وعلى المستويين الرسمي والشعبي، وتأتي القضية الفلسطينية في مقدمة هذه القضايا، حيث احتلت حيزًا كبيرًا من اهتمامات السلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه. وفي سبيل هذه القضية بذل جهودًا كبيرة من أجل أن ينال الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإرساء السلام ومبادئه، وتحقيق الاستقرار في الإقليم.
وعلى مدار التاريخ، عملت سلطنة عُمان على تقريب وجهات النظر، ومع منظمة الأمم المتحدة بما نصَّت عليه قراراتها الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للمنظمة وذلك استعادة للحقوق وضمانة لها، فلم يطلب الشعب الفلسطيني سوى حقوقه، ووفقًا للشرعية الدولية الناصَّة على ذلك بموجب القرارات ذات العلاقة.
وفي هذا الصدد لم تدَّخر السلطنة جهدًا، حيث جاءت مناشداتها ومطالباتها على منابر منظمة الأمم المتحدة والجمعية العامة مبيِّنةً للحق الفلسطيني، وأهمية القضية الفلسطينية وضرورة حلِّها بالطرق التي تحقق السلام العادل والاستقرار في الإقليم، وأهمية الاعتراف الإسرائيلي بحقوق الشعب الفلسطيني.
وذكرت صحيفة “الوطن” العُمانية أن الجهود المقدرة تجاه القضية الفلسطينية تتواصل في ظل السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، على أمل أن تثمر محاولات السلطنة عن إمكانية إعادة البوصلة في الاتجاه الصحيح للقضية التي تم تناسيها أو تجاهلها عمدًا من قبل القوى الدولية الفاعلة، خصوصا وأن هناك إدارة أمريكية جديدة بقيادة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، يمكن أن تدعم مسار السلام وإحياء ملف القضية الفلسطينية، وممارسة الضغوط الواجبة واللازمة على “إسرائيل” للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والاستجابة للإرادة الدولية.
وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها الصادرة اليوم الاثنين، أن الرسالة الخطية التي بعث السُّلطان هيثم بن طارق إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، جاءت انطلاقًا من إيمان السلطنة بوحدة الشعور ووحدة المصير مع كل الأشقاء العرب، وتعكس حرص الدبلوماسية العمانية على تسارع ودعم كل التحرّكات التي تناصر القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأكد السُّلطان، خلال الرسالة، موقف السّلطنة الثابت والداعم للشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حريته، وقيام دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ومواصلة المساعي العُمانية لخدمة القضية الفلسطينية.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول”إن الشعب الفلسطيني في هذا العالم من حقه أن يستعيد حقوقه كافة، فحاله حال أي شعب من حقه العيش على أرضه وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة، والتمتع بحريته الكاملة دون وصاية من أحد، وعلى المجتمع الدولي أن يتحلى بشيء من المصداقية والعدالة، وأن يكون ضميره حيًّا يقظًا؛ ذلك أنه لا يجوز شرعيًّا وقانونيًّا وإنسانيًّا أن يبقى الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال”.