شعر: خالد محمد مصطفى
مدير عام مجمع اللغة العربية
إِنَّ السِّنِينَ إِذَا تُعَدُّ فَإِنَّهَا.. أَوْقَاتُ حُزْنٍ أَوْ سَعَادَةُ بَالِ
وَالْحُزْنُ فِيهَا فَاقَ كُلَّ سَعَادَةٍ.. وَالْقَلْبُ صَارَ مَسَاكِنَ الْأَهْوَالِ
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ انْتَبَهْتُ لِمَا مَضَى.. وَمَزَجْتُ حُلْوَ الْقَوْلِ بِالْأَفْعَالِ
لَكِنَّنِي قَدْ تُهْتُ عَنْ بَابِ الْهُدَى.. وَبَنَيْتُ أَوْهَامًا مِنَ الْأَقْوَالِ
وَظَنَنْتُ أَنِّي قَدْ مَلَكْتُ نِهَايَتِي.. فَجَعَلْتُهَا طَوْعًا لِرَسْمِ خَيَالِي
فَرَسَمْتُ مَوْتِي سَاجِدًا، وَنَحَتُّهُ.. وَكَأَنَّنِي فِي حِرْفَةِ الْمَثَّالِ
رُمْتُ الْحَيَاةَ لَذِيذَةً فَتَزَيَّنَتْ.. عَانَقْتُها وَنَسِيتُ وَقْتَ نِزَالِ
أَخْفَتْ وَرَاءَ مَحَاسِنٍ ظُلُمَاتِهَا.. لَمَّا بَدَتْ أَلْفَيْتُ شَرَّ خِصَالِ
فَوَجَدْتُ نَبْضًا فِي الْفُؤَادِ يَهُزُّنِي.. أَعْتَى عَلَى نَفْسِي مِنَ الزِّلْزَالِ
أَفَكُلَّمَا أَوْقَفْتُ سَهْمًا فِي الضُّحَى.. أَلْفَيْتُ أَلْفًا غَيْرَهُ بِلَيَالِي؟
يَا مُهْجَتِي هَلَّا نَظَرْتِ إِلَى الْمُنَى؟.. هَلْ فُزْتِ يَوْمًا مِنْ مُنًى بِعِقَالِ؟
إِنِّي أَرَى ضِلِّيلَةً قَدْ فَرَّطَتْ.. عَنْ قُبْحِ عَمْدٍ فِي النَّفِيسِ الْغَالِي
يَا نَفْسُ تُوبِي؛ إِنَّ كُلَّ مُصِيبَةٍ.. نَشِبَتْ بِقَلْبِي أَلْهَبَتْ أَوْصَالِي
لَا تَرْضَيِنَّ مِنَ الْحَيَاةِ بِزَيْفِهَا.. شَهْوَاتُهَا سَتَزِيدُ فِي الْإِشْعَالِ
يَا خَيْبَتِي، قَدْ عِشْتُ عُمْرِي وَاهِمًا.. وَالْآنَ أَصْحُو رَاثِيًا أَحْوَالِي
كَيْفَ الرُّجُوعُ إِلَى بِدَايَةِ مَوْلِدِي.. لِأَعِيشَ عُمْرًا غَيْرَ هَذَا الْبَالِي؟
يَا رَبِّ تُبْتُ إِلَيْكَ فَاقْبَلْ تَوْبَتِي.. فَلَقَدْ فُتِنْتُ بِضَيْعَتِي وَعِيَالِي
وَنَسِيتُ أَنَّ حَيَاتَنَا كَرَحِيقِ زَهْــرٍ.. قَدْ فَشَا لَكِنَّهُ لِزَوالِ