مى محمود – بى بى سى
لم تكن 2020 سنة سهلة بالنسبة للأردنيين ولا سيما النساء، فمنذ مارس/آذار الماضي عندما أعلنت السلطات تفعيل قانون الدفاع، سجلت نسب العنف ضد المرأة ارتفاعاً ملحوظاً، تلاها تزايد في مطالب تعديل بعض التشريعات المتعلقة بحقوقهنّ.
و أعلنت السلطات الأردنية في 17 من مارس/آذار الماضي تفعيل قانون الدفاع، كجزء من خطتها للحد من تفشي وباء كورونا، وتعهدت الحكومة في ذلك الوقت بأن يطبق “في أضيق الحدود”.
وفى هذا السياق أكدت إنعام العشا رئيسة جمعية معهد تضامن النساء بحسب شبكة بى بى سى أن “العنف الاقتصادي الذي طال النساء في الأردن كان تأثيره كبيراً”، مشيرة إلى أن صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي تأثرت بالإغلاقات، واجهت النساء العاملات صعوبة في البقاء في وظائفهن، كما واجهن ضغوطات من قبل أصحاب العمل؛ إذ خيرن ما بين ترك الوظيفة أو القبول بتقليل رواتبهن للنصف أو أكثر.
وأوضحت: أن ارتفاع نسب العنف الجسدي ضد المرأة، يرجع لبقاء الأزواج في منازلهم لساعات طويلة.
وقالت : إن ظاهرة العنف الأسرى كانت في 18 من يوليو/تموز الماضى ، عندما قُتلت أحلام، البالغة من العمر 40 عاماً، على يد والدها، في جريمة مروعة هزّت الشارع الأردني.
وتابعت: الجريمة التي صٌنفت كواحدة من جرائم قتل النساء على أيدي أقاربهنّ والمتعارف عليها باسم “جرائم الشرف”، ولدت غضباً واسعاً بسبب تفاصيلها التي تداولها الأردنيون عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ انتشر مقطع فيديو تُسمع فيه صرخات فتاة قيل إنها تعود لأحلام، قبل لحظات من مقتلها، وما قيل عن أن والدها “جلس إلى جانب جثتها يحتسي الشاي” بعد قتلها.
وترى: أن جريمة قتل أحلام لم تكن الأولى ولا الأخيرة هذا العام، مشيرة إلى أن رغم غياب أرقام رسمية لأعداد هذا النوع من الجرائم، فإن جمعية تضامن ووفق رصدها لوسائل الإعلام الأردنية، قالت إن 17 جريمة قتل بحق نساء وقعت خلال عام 2020، في نسبة متقاربة مع عدد الجرائم التي وقعت العام السابق 2019، وضعف عدد الجرائم التي وقعت عام 2018.
واختتمت العشا قائلة: أنه على الرغم من بعض التعديلات القانونية للنصوص المتعلقة بحقوق النساء خلال السنوات الأخيرة في الأردن، ووجود مساعى تعديل قوانين لصالح المرأة الأردنية من قبل برلمانيين وناشطين، توجد توقعات تشير بتغير المشهد في الأعوام المقبلة خاصة مع تراجع التمثيل البرلماني للمرأة في البرلمان حيث شهدت نسبة تصويت النساء مقارنة مع الرجال إلى 25.2%، وهو ما عزاه خبراء إلى الأزمة التي تسبب بها تفشي وباء كورونا وصاحب ذلك ارتفاعا غير مسبوق في أعداد الإصابة بالفيروس، ما أثر على نسب المشاركة.