الفلسفة والأطفال
بقلم الدكتورة فاطمة بكر
عند عرض موضوع تدريس الفلسفة للأطفال، يتبادر لدينا تساؤلات عديدة؟ هل من الممكن إدخال مفهوم (الفلسفة) للأطفال؟ هل قدرات الطفل العقلية تُتيح له مدى الاستيعاب لمثل ذلك؟ وغيرها من التساؤلات.
ونذهب إلى أن الفلسفة في البداية هي فكر وتحليل ونقد وتوضيح، هي البحث عن المشكلات في المجتمع والسعي لحلها.
ولنبدأ بتنمية القدرات العقلية للطفل منذ بداية تحليله ونقده وتوضيحه لكل الأمور المحيطه به، كذلك تنمية الإبداع وإقامة حوار مع الآخرين يتميز بالتسامح في المواقف الحياتية.
فالفلسفة هي التي تسعى دائماً إلى بث روح التسامح وتنمية القدرات العقلية معتمدة على العقل كأساس لكل الحقائق، مع العمل على تنمية قدرات الطفل المختلفة حتى يستطيع أن يصبح متفاعلاً مع المجتمع ككل.
والطفل بالفعل هو (فيلسوف صغير)، دائم التساؤل، ودائماً يُبدع، ودائماً يُفكر، وهو دائم البحث والتفسير، لذلك فالأطفال لديهم القدرة القوية على المناقشات الفلسفية.
فتدريس الفلسفة للأطفال تجعلهم يدركون المعنى لكافة الخبرات الحياتية، لأنها تخاطب عقل الطفل ووجدانه، آملة من وراء ذلك أن تجمع بين العقل والقلب معاً.
والأطفال هم رجال المستقبل، لذا كان لابد من الاهتمام بهم منذ النشأة، ونحن في حاجة ماسة إلى التركيز على التفكير والإبداع وتنمية قدرات الطفل لغوياً ومعرفياً.
فمثلاً نقوم بتدريب الطفل على مواجهة المواقف، وكيفية أن يكون متسامحاً في تعامله مع أصدقائه، من خلال قراءته لقصة مفيدة، واختبار قدرته على الاستنتاج، والتحليل، وإبداء الرأي ووجهة النظر الخاصة به تجاه موضوع القصة.
الفلسفة تجعل الطفل قادرا على اكتساب مهارات مختلفة عند تحليله للعبارات، وكيفية بناء الفروض، وإدراك العلاقة بين الجزء والكل، وكيفية التعامل مع الأمور الغامضة..إلخ.
الطفل عندما يتفلسف يكون قادراً على التفكير الراقي، والتفاعل مع الجماعة، من خلال اكتسابه للخبرات الحياتية المختلفة، حتى يستطيع أن يُكون شخصيته التي من خلالها يستطيع أن يرتقي في المجتمع.
وفي النهاية تبقى الفلسفة وثيقة الصلة بالأخلاق والقيم الأخلاقية، وبالتربية بشكل عام، حيث يكون الهدف واحد ومشترك بين الفكر الفلسفي وبين التربية، حيث نسعى إلى ترسيخ قيم أخلاقية عليا تربوية قائمة على أُسس عقلية فلسفية.