بقلم: عبدالرحمن مؤمن عبدالحليم
مؤسس فريق طموح للكنوز البشرية
لاشك أن أغلب الآباء والأمهات يريدون أن يروا أولادهم أفضل منهم ولكن هذه الأمنية لا تتحقق إلا بخطوات هامة يلزم المواظبة عليها والصبر حتي تتحقق وتظل تتحقق بإذن الله ومن هذه الخطوات :
1/ لا تجعل سلاح الضرب والتهديد والعنف هو أداتك لتأديب وتعليم أبنك وخاصة الضرب المبرح وأياك وضرب الوجه أو علي الرأس وللعلم تكرار الضرب هيجعله أما شخص كذاب ليهرب من العقوبة و خائف دائماً ولا يستطيع اتخاذ أي قرار بمفرده خشية العقاب أو شخصاً عدوانيا ينتقم من نفسه أو من أخوته الأصغر منه أو من زملائه في المدرسة وأحيانا يسرق الطفل شي معين بغرض الانتقام ممن ضربه ويقطعه أو يكسره حسب نوع الشئ لرد اعتباره علي قدر تفكيره .
2/لا تسب أبنك وتكثر من قول (انت فاشل ،ضايع ،مفيش أمل ولا فائدة منك وما شابه هذه الكلام ) فأنت ذلك تصدر له طاقة سلبية وتسبب في تقليل نسبة تركيزه مما يسبب له في إصابته باللامبالاة عنده عند سماع تلك الكلمات كثيراً . وأحذر من إهانته أمام إخوته أو أقاربه أو اصدقائك وفضحه أمامهم فأن في ذلك تأثير سلبي يؤثر بشدة علي نفسيته وتركيزه . ولكن وضح له الصفات الإيجابية التي بداخله وعرفه أنه متميز في كذه وكذه ولكنه محتاج أن يتغير في الشئ المعين الخاطئ من وجهة نظرك الذي يقوم بفعله . وينبغي ألا تكثر من النصائح والتوجيهات دون أن يري أبنك فيك القدوة الحقيقة الحسنة ويجب بدلا من كثرة التوجيهات مساعدته والصبر عليه بحكمة ورحمة في التغيير في الشئ أنه يفعله خطأ. وتقديم الحلول البديلة للأشياء التي تنهاه عنها فمثلا أكتشف مواهبه ولا تسخر منه أن كانت موهبته ضعيفة أو كان يريد تشجيع منك علي موهبته البسيطة فلا يجب أن يراك تسخر وتستهزا به بل شجعه وأجعله يراك تمارس موهبة أو مواهب متعددة بصورة تجذب انتباهه دون أن تشعره بذلك وحفزه علي الاشتراك معه واشتراكه في مركز شباب مثلا لممارسة رياضة محببة له أو تحببه أنت فيها وتعلم ألعاب إيجابية تعمل علي تنمية ذاكرته السمعية والبصرية والعب معه تلك الألعاب لتشغله عن إدمان الألعاب الإلكترونية العنيفة ومشاهدة أفلام أو مسلسلات بها تنمر وحتي لا يشعر بالفراغ والملل والذي يدفع كثير من الأبناء لتكسير أشياء في المنزل أو ضرب إخوته أو أبناء جيرانه أو السرقة بدافع لفت الإنتباه وفقدانه لاهتمام وحنان والديه أو إحداهما .
3/ أحيانا ينهي الأباء والأمهات أولادهم عن شئ معين دون توجيه الأسباب وهذا بالتأكيد يضايق الأبناء والأخطر عندما يخطئ مثلا الاب أو الأم في حق أحد أبنائهم أو يثبت الابن عمليا صحة فكرته في شئ معين خالف وجهة نظر الأم أو الأب ولا يكون هناك اعتراف من الاب والام بذلك .
4/ الدفاع عن أبنك في شئ خطأ بمعني يأتي مثلا ابنك وقد شتم أو اعتدي علي زميله مثلا ولا تخبره أن ذلك خطأ وتقف في صف أبنك مما يعلم الإبن الظلم والتنمر أكثر .
5/ كثرة الخلافات الزوجية وسماع أبنك إنتقادك للبلد باستمرار ومقارنة الأب أو الأم الأبناء ببعضهم أو مقارنة واحد منهم بأبناء أقاربهم أو جيرانهم يصنع الحقد والعداوة وضعف التركيز والتشتت والتأخر الدراسي ولكن الأصح أن نعلمه المنافسة الإيجابية وأن نتابع ونبحث عن مواهبه وقدراته ونعمل علي تنميتها .
6/ لا تهرب من أسئلة ابنك الكثيرة فمعني أنه يسأل أنه عبقري يفكر ويتأمل ومعني أنك تصده وتنهره لكثرة أسئلته أو تجاهلك أو هروبك من الإجابة عليه يجعله أما يكتسب المعلومات من الخارج وغالباً سيكون من رفقاء السوء أو من مواقع علي النت ربما تصدر له معلومات خاطئة أو تسبب في أن يكون تركيز أبنك ومستوي ذكائه أقل من الطفل العادي وتقتل فيه الطموح قتلا بهذا الأسلوب. فأبحث دائماً عن إجابات مقنعة ويسيرة لأسئلة أبنك ولا عيب إذا كنت لا تعلم أن تخبره أن يمهلك بعض الوقت للبحث عن الإجابة الاكيدة أو الأقرب إلى الصواب ثم تعلمه بها أو تجعله يشاركك البحث .
7/ أسائتك أو عقوقك أو تقصيرك المستمر لوالديك تجعل أبنك ينظر لما تفعل فلا تنتظر من أبنك البر وأنت لا تفعله أو مقصر بشدة فيه بل أحرص علي أن يراك أبنك بارا بوالديك وأصحبه إلي أقاربك ليتعلم عمليا صلة الرحم ولا تردد كلام جارح عن أقاربك أو إنسان يحترمه إبنك حتي لا تجعل ثقته فيمن حوله تهتز ويؤثر عليه بالسلب بالإضافة أنك مرأة لابنك فلا يصح أن يري في سلوكك الغيبة والنميمة والغل أو الحقد وعداوة الناس وأحرص علي أن تعلم نفسك وتجعله يري بنفسه تعاملك الطيب مع الجيران وإكرام الضيف والكلمة والبسمة الطيبة في وجوه الناس وأصحبه أن تمكنت من ذلك في مكان عملك واجعله يري حلمك وأمانتك وحسن معاملتك مع الناس في العمل .
8/ كثرة انشغال الاب والام عن الإبن بسبب العمل أو الجلوس علي النت كل واحد بمفرده منعزلا عن الآخر يصنع بيتا مفككا ليس فيه حوار ويزيد من معدلات الانحرافات الأخلاقية ويزيد من الاكتئاب لدي الإبن أو الابنة أو أكتساب سلوكيات تدفعهم إلي أنحرافات جنسية أو السير مع أشخاص يعادون الوطن ويجندونهم معهم كتجار المخدرات أو السلاح أو شبكات الدعارة أو الإرهاب أو التسول ، النصب إلخ.
9/ أستسلام الأب أو الأم لشخصيته التي تميل إلى العصبية التي تنفجر في وجه الأبناء أو اكتئاب أحد الوالدين أو ما شابه ذلك يؤثر بالطبع علي الأبناء ويكتسبها أحدهم أو جميعهم فأحرص علي الابتسامة وبث روح الامل والتفاؤل لهم وعدم إظهار سلبياتك أمام ابنائك حتي لا يتوارثوها منك .
10/ لا تترك أبنك للعب في الشارع فأنت هكذا تجعل صيدا ثميناً بكل سهولة لاصدقاء السوء واكتسابه ألفاظ وأفعال سيئة ويكون عرضة للخطف . وأخيراً أحرص علي تربية أولادك علي الواعظ الديني والأخلاقي وتحبيبهم فيه وعدم ترهيبهم فقط وإنما أجعلهم يحبون الله ويخافون من معصيتهم له باسلوب جميل بسيط شيق متجدد دائما بافكار متطورة وأجعلهم أهم شيء كما قولنا يرون الدين والاخلاق في سلوكك العملي يومياً وأحرص علي تعليمهم عمليا جبر الخواطر ومساعدة الآخرين والرحمة بغيرهم.