علم الاجتماع الإنساني في مواجهه COVID-20
بقلم الدكتورة دعاء توفيق
علم الاجتماع وليد الأزمات الاجتماعية
نشأ علم الاجتماع الأوربي استجابة للتطورات، والأزمات الاجتماعية في مرحلة الانتقال من النظام القديم إلى النظام الحديث، فقد جاء استجابة للمشكلات التى طرحها التغيير الاجتماعى فى تلك المجتمعات. فماذا عن مجتمعاتنا؟
أليست هي الآن تجتاز مرحلة انتقال وتغير اجتماعي سريع؟ مع ما يولده ذلك من عواقب وأعباء اجتماعية وأخلاقية وما يصاحبه من آثار مدمرة لإضفاء الطابع الفردي الحتمي على المجتمع المعاصر!
التداعيات الاجتماعية لجائحة كورونا
يعاني العالم اليوم من تهديد جائحة كورونا كوفيد -19، فهي لا تميز بين حدود جغرافية أو طبقات اجتماعية أو أعمار. واتضحت آثارها الكارثية على الشرائح الأكثر فقرًا، ووعيًا، وضعفًا.
وأكد بعض الأطباء أن كوفيد – 20 سجل 25 طفرة في الفيروس خلال شهور قليلة موضحًا أن ذلك التحور في الفيروس ليس الأول أو الأخير مما كان له آثار اجتماعية وصحية وخيمة على سكان العالم .
وأشار تقرير الفقر والرخاء (2020) إلى وقوع أكثر من (80) مليون شخص آخر في براثن الفقر المدقع هذا العام. ومن المتوقع أن يصل إلى(115) مليونًا في (2021).
وأشارت مجموعة البنك الدولي إلى أن الفقراء الجدد يشتغلون في القطاعات غير الرسمية، والإنشاءات، والصناعات التحويلية وذلك من جراء إجراءات الغلق والحظر وغيرها من القيود على الحركة والإنتقال.
كما أشار تقرير البنك الدولى إلى (1.5) مليار طالب خارج المدرسة مما أدى إلى نقصان التحصيل الدراسي. والأخطر من ذلك هو وقوع العالم في أزمة صحية، وخسائر بشرية هائلة!
فما هو الحل؟
التضامن الإنساني
ولكن دائمًا ما تحمل المحنة منحة من الله. فقد أكدت جميع التقارير الدولية مثل الجمعية الدولية لخدمات الهاتف المحمول (2020) انتشار الإنترنت، والهاتف المحمول بنسبة (%20.4). فالرقمنة كانت طوق النجاة لعدم توقف الحياة على كوكب الأرض، ولجأ العالم إلى التعليم والتعلم عن بعد، والعمل عن بعد وزاد التباعد.
ولكن، زادت الهموم والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية لكي تؤكد لنا أهمية التضامن الإنساني.
وإذا كان الأطباء هم الجيش الأبيض للتصدي للوباء؛ فعلماء الاجتماع هم الأيدي البيضاء حاملة غصن الزيتون الذي يعبر عن التضامن والسلام والأمن الاجتماعي.
وفي ظل دعوات التباعد الاجتماعي لمكافحة الوباء، تحول المرض لوصمة عار على المريض وكل من يخالطة، ورأينا نماذج عدة تعبر عن ذلك، ومن هنا ينطلق دور علم الاجتماع الإنساني لدراسة التداعيات الاجتماعية للوباء ومكافحته بتدابير مبتكرة، وأفكار مبدعة عبر بيئة اجتماعية إيجابية، مستثمرًا العلاقات الإنسانية التضامنية على مستوى العالم.
والتواصل من أجل نقل الخبرات والمبادرات مثل ( لست وحدك)، وغيرها لمؤازرة بعضنا بعضا، لكي يستطيع العالم اجتياز المحنة بسلام وبأقل الخسائر.
الجائحة قد تكون رسالة لسكان الأرض للعودة إلى إنسانيتهم التي أعتقد أنهم فقدوا جزءًا كبيرا منها عندما انغمسوا في اللإنسانية واللاوعي.