ألا يا محبي المصطفى عيشوا معه وصلوا عليه
قصة متخيلة بقلم الإعلامي/ سمير شهاب
قال المريد : أيها الشيخ إنني أصلي كل يوم بأعداد كبيرة على خير البرية ولم أبلغ مرادي فدلني كيف الوصول إلى الحضرة المحمدية؟
فأجابه الشيخ : الوصول هو أن تنقل نفسك من بحر العادة إلى بحر الأشواق.
قال المريد : زدني، زادك الله قربا من رسول رب العالمين.
قال الشيخ : كثير من المسلمين يصلون على النبي كل يوم صلاة العادة بمعنى أن ألسنتهم اعتادت كثرة الصلاة عليه وهذا أمر طيب جامع للحسنات ومذهب للسيئات وفيه يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ( أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أكثركم على صلاة ).
وهنا لفتة مهمة هي كلمة ( يوم القيامة ) أي في الآخرة، ولكن في الدنيا كيف يكون القرب من الحضرة المحمدية؟
– القرب يتم عن طريق صلاة الشوق إليه وهى أن تصلى عليه بأي صيغة تحبها وبأي عدد حتى لو كان قليل المهم فيها هو الارتباط والحضور والانشغال ورؤيتك له على الدوام .
خذ مثلا : كل يوم عشرات مرات أو مائة مره فقط صلاة عليه ولكن استشعر أنك تراه معك في بيتك – معك في عملك – معك في الطريق الذى تسير فيه – معك بين الناس – معك في خلوتك الخاصة – معك كل زمان ومكان – معك عندما تأكل وتشرب وتنام .
استشعر أنه لا يفارقك أبدا – استشعر أنه يعلم كل حركاتك وسكناتك فهو فيك حسا ومعنى كما جاء ذلك في الكتاب العزيز: (واعلموا أن فيكم رسول الله).
– استشعر أنه ينظر إليك بوجهه الجميل المشرق.
– استشعر أنك تخاطبه ويخاطبك فهو يرد عليك لأنه كريم الأخلاق يرد على كل من يكلمه.
– استشعر أنه أقرب الخلق إليك.
– استشعر أنه أكثر الناس خوفا عليك ومحبة لك.
– استشعر أنه أمامك وعلى يمينك وفى كل اتجاهاتك ومن حولك.
– استشعر أنك إذا هممت لفعل معصية أنه معك فتستحى من جنابه الشريف فتمتنع عن فعلها إجلالا لحضرته.
– استشعر أنه يراعى لحظه بلحظه لأنه هو الراعي الأعظم في الكون فهو الذى قال: ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) ونحن رعيته.
استشعر أن جميع الموجودات من حولك تخاطبه على الدوام تقول له ( السلام عليك سيدى يا رسول الله ).
صلي بهذه الكيفية دائما فتشرق عليك أنوار الشوق إلى جنابه الشريف وتصب عليك أنوار الاشتياق إليه وتفيض أعينك بالدمع مما عرفت فتلك هي بدايات معرفة سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم وإلا فأنت لا تعرف عنه شيء.
– وهنا تعرفك الملائكة ويبلغوا سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بك فيعرفك باسمك ويمدك بأنواره وأسراره وهنا يصدر الأمر من الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أن ( قربوا فلان من حضرتي) فيتم لك الوصل والاجتماع ويعطيك ما تتمنى من العلم والمعرفة والأنوار والأسرار.
وهنا انهمرت عيون المريد بالدموع، واضطربت أعضاؤه من الخشوع، ولانت جوارجه بالخضوع، وقال بصوت رقيق مسموع:
- كفى بذلك أيها الشيخ، فقد نزعت منى نفسى وعطلت عنى إدراكي وحسى ورميتني في بحر عميق أرى فيه نجوم لامعة وفيه سيدنا الصديق.
فقال له الشيخ : نعم ذلك بحر الشوق والحب الرقيق، المتمكن فيه سيدنا أبي بكر الصديق.
فمن صلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الكيفية ( كيفية الشوق ) وصل إلى الحضرة المحمدية في أقرب وقت ونال السعادة. اللهم ارزقنا ولا تحرمنا حبه صلى الله عليه وآله وسلم.