شموس وأقمار
بقلم عائشة زاهر
هناك أناس طينتهم من تبر وألماس ، ومعرفتهم شرف ، وكلامهم صدق وأفعالهم إنصاف.
يتباهون بصحبتنا ويُوقِّروننا ، ويحملوننا على الأعناق ، ومن شيمتهم التَّفاني والإخلاص .
هم في حياتنا مثل الشموس والأقمار …
يشعلون قناديل النور والأمل فينا ، ينفذون إلينا بأنوارهم السنيّة فتصبح أعماقنا شفافة أمامهم ، باطنها كظاهرها ..
فيلمحون علامات الندوب المنقوشة في أعماقنا ، والجراحات الناتئة فينا فيجزعون علينا ، لايتحولون عنا أو يتوجسون شراً منا بل يطيبونها بعطر الكلمات العذبة ويسكبون عليها كؤؤساً من ترياق مختوم ، يضمدونها ببتلات الورد ، يرتِّقونها بخيوط من عبير فتغرب عنا آثارها كما تغرب شمس النهار في أتون المغيب ..
وإذا ماتحسسنا مكانها العميق تخرج أيادينا بيضاء مُدَثَّرة بالنور والسلام .