فارس الأحلام والطموحات المؤجلة
بقلم الدكتورة سهير صفوت
أستاذ علم الاجتماع المساعد
كلية التربية جامعة عين شمس
مسئول وحدة الإرشاد الأسري
“مبروك جالك بنت، واللي جابت بنت هذه المرّة تجيب لك ولد المرّة المقبلة”.
رؤية تمييزية ونظرة متدنية للأنثى تحيط بنا أفرادا وجماعات ويتم توارثها والتواصي بها جيلا بعد جيل.
والأدهى والأمر أن تجلس مع امرأة وتعترف لك بكل صدق أنها لا تحب خِلفة البنات!
الذي أوصل هذه المرأة لهذا الاعتقاد هو عملية التنشئة الخاطئة داخل أسرتها القائمة على التمييز، وبالتالي أسقطت التمييز الذي مورس عليها على كل أنثى.
وهناك أسلوب آخر لا يقل تمييزا عن الأسلوب السابق، ألا وهو تنشئة البنت على انتظار فارس الأحلام الذي بوجوده تتحقق جميع متطلباتها وأحلامها وأشواقها التي تم تأجيلها عمدا لحين ظهور الزوج المرتقب.
ذلك أنه الأمل الذي تتربى عليه البنت منذ صغرها، وتكون النتيجة بعد الزواج وبعد اكتشاف عدم قدرة الفارس على تحقيق أي أحلام مؤجلة أو طموحات، كثرة المشكلات والخلافات.
وكان الصواب والأوْلى، تربيتها على أن لا تكون عالة على أحد، وأن تثق في نفسها وفي قدراتها وفي أنها ليست مواطنة من الدرجة الثالثة أو الرابعة، حينئذ تتربى على أن تكون سيدة نفسها، فتحقق أحلامها وطموحاتها في الحياة، غير منتظرة فارس الأحلام، لأنه مهما كان هذا الفارس (الزوج) فقدراته محدودة، ولا يتوقع منه امتلاك مصباح علاء الدين في يوم من الأيام!
الصواب والأوْلى، تربية الولد والبنت دون تمييز، وإعطائهما مساحات آمنة من الحرية، فتحترمه كرجل ويحترمها كامرأة، فإذا ما ارتبط بزوجة المستقبل استطاع بالتعاون معها أن يحقق أحلامهما المشتركة. وبالمثل، إذا ما ارتبطت بزوجها تبدأ معه في وضع خطة لتحقيق ما تطمح إليه وما ترجو.
وفي الختام، تحية أهديها لكل رجل ساند ابنته أو أخته في أن تتحول لشخصية واثقة من نفسها، قادرة على تحقيق أحلامها، نافعة لنفسها ولمجتمعها.