ابنتي جاءها عريس.. ماذا أفعل؟
بقلم/ د. سهير صفوت
أستاذ علم الاجتماع المساعد
كلية التربية جامعة عين شمس
مسئول الاستشارات الاجتماعية
بمركز الخدمة المجتمعية بالكلية
قبل أن تسأليني هذا السؤال، أسألك بكل هدوء: هل ابنتك قادرة بالفعل على أن تتحمل مسئولية الزواج؟ وهل هي مؤهلة من الناحية النفسية لهذه المرحلة؟
فإذا كانت الإجابة نعم، فانصحيها بأن تجلس مع نفسها وتحدد مميزاتها وعيوبها ونقاط الضعف ونقاط القوة حتى تختار من يقدر على تحمل عيوبها -إن اكتشفت عيوبها- وأن تختار من يُقدّر مميزاتها، ولا يبخس حقها.
وتنظر في طموحاتها، وهل تنوي الاكتفاء بالمؤهل الجامعي فقط أم تنوي استكمال دراساتها العليا؟ وهل العريس المتقدم لها سيساعدها على تحقيق هذه الطموحات أم يقف عثرة أمامها؟
وفي فترة التعارف والخطوبة ننصحها بالعفوية وعدم التصنع أو التكلف أو (التمثيل) سواء في الكلام أو الطعام أو حتى ارتداء الثياب.
ويوم المقابلة الأولى، رجاء عدم تلقينها أية خبرات، سلبية كانت أو إيجابية، لأن خبراتك معناها دفع البنت إما للقبول أو الرفض بطريقة غير مباشرة.
علميها تتحدث مع الخطيب وتنظر إليه، لا من ناحية الشكل فقط، وإنما روحه وطبعه وفكره وأخلاقه، وأعطها الفرصة لاتخاذ القرار دون تعجل أو تأخر.
علميها أن عريسها الذي أمامها الآن إذا ما قبلته، فإنما تتقبله على ما هو عليه جملة واحدة ولا مجال هنا لكلمات مثل (بكرة هيخس، أو هساعده على عمل كذا وكذا..).
وفترة الخطوبة ما هي إلا فترة استكشاف أولية ويترتب عليها إما القبول بلا تردد أو الرفض بلا تردد وإلا فــــــ (ميت خطوبة تنفك ولا زواجة تنعك).
ومن معايير الاختيار بعد ارتضاء المظهر العام، وجود حالة انسجام بين الطرفين، والمعيار الديني والاتفاق فيه أساس، ومعيار السن والتقارب فيه لا التباعد، ومعيار الثقافة والتعليم فلا تختار أقل منها في التعليم أو الثقافة فهذا أمر يُتعبها فيما بعد.
أما معيار التقارب الاقتصادي والثقافي للأسرتين فأمر لابد منه وافتقاده يسبب الخلاف والنزاع فيما بعد الزواج.
والمثل الشائع الذي يرد على الأذهان: (الرجل لا يعيبه غير جيبه)، نصوبه فنقول: الرجل يعيبه سوء أخلاقه وسوء تصرفه وسلوكه.
وكما جاء في المثل: (يا واخد القرد على ماله، يروح المال، ويقعد القرد على حاله).
وقبل الختام لا ننسى معيار (النزاهة والنظافة الشخصية)، فإذا اختارت البنت على أساس هذه المعايير السابقة فلتتم الزواج وألف مبروك.