كتب – سيد عبد القادر:
نجحت فتاتان مصريتان في الحصول لأول مرة على جوازي سفر بحريين على مراكب صيد الأسماك، لتصبح كل منهما على بعد خطوات قليلة من حمل لقب قبطان.
ولهذا السبب أصبحت ريم ابراهيم الردان وميادة رمضان السهيلي، حديث الأوساط البحرية المصرية، لأنهما نجحتا في اقتحام عالم ظل مغلقا على الرجال لسنين طويلة.
قالت ميادة رمضان 23عامًا، إنها كانت ترغب في الالتحاق بكلية الهندسة قسم صناعة السفن، لكنها فشلت في ذلك بسبب مجموع درجاتها في الثانوية العامة، لذلك قررت الالتحاق بكلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية.
وأشارت ميادة إلى أن هذه الدراسة شملت تحديا كبيرا أمامها لتحقيق حلمها لتكون قبطان بحري على سفن الصيد وهو مجال أمر غير مسبوق لفتاة في مصر، وقد شجعتها عائلتها على تحقيق طموحها، خاصة وأنها تنتمي إلى عائلة لها دراية بمجال الصيد، وتمتلك مراكب صيد، ولهذا نجحت بتفوق وكان ترتيبها الثانية على الدفعة.
وأوضحت ميادة أن كلية المصايد والاستزراع المائي، تقدم المادة العلمية النظرية بجانب العمل العملي، والتدريب على الأجهزة الملاحية وأنواع الأسماك، والهدف منها والمخزون السمكي، مشيرة إلى أنها تخرجت بدرجة بكالوريوس علوم وثروة سمكية، واستكملت دراسات حتمية والامتحانات التأهيلية بمعهد السلامة البحرية، لتحصل على الجواز السفر البحري، لتكون أول فتاة ضابط مناوب على سفن الصيد أكبر من 24 مترًا.
وأكدت أنها لم تشعر خلال التدريبات والدراسة بأي صعوبات باعتبارها فتاة، ورغم أن كان عام تخرجها هو عام جائحة كورونا ولكن كان الهدف أقوى من أي شيء، وذلك كان دائمًا بتشجيع الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية، والدكتور حاتم حنفي عميد كلية المصايد والاستزراع المائي بالأكاديمية، وقالت إنها تحلم بأن تنضم لكيان كبير في ذلك المجال مثل الشركة الوطنية للثروة السمكية والاحياء المائية.
ومن جانبها قالت ريم إبراهيم 22عامًا، إنها كانت تريد الالتحاق بكلية عسكرية، ولكنها لم تتوقف في ذلك وبعد مفاصلة بين كليات الأكاديمية استقرت على الإلتحاق بكلية تكنولوجيا المصايد لأن لها احتياج في سوق العمل خلال السنوات القادمة.
وأشارت إلى أنها على مدار 4 سنوات دراسة لم يكن هناك صعوبة واجهتها وتخرجت الرابعة على الدفعة بامتياز مع مرتبة الشرف، حيث كانت تضم الدفعة 6 فتيات، و14 شابا، مشيرة إلى أنها لم تكتف بالحصول على البكالوريوس، وكانت الخطوة منها ومع صديقتها «ميادة» لاستكمال الدراسة ما بعد البكالوريوس، بالالتحاق بالدراسات الحتمية ودخول الامتحانات التأهيلية، للحصول على جواز السفر البحري، لافتة إلى أن المجال البحري لا تعمل فيه الفتيات بشكل كبير وهو الدافع لدخول مجال جديد تستطيع أن تتميز فيه، وهو نابع من حبها للمجال الملاحي.
ورغم أن عائلتها ليس لها علاقة بالعمل البحري، إلا أنها كانت تشجعها دائمًا على الاستمرار في تحقيق طموحها، متمنية أن تصبح في المرحلة القادمة قبطان على سفن الصيد، وأن تكون جزء من كيان الشركة الوطنية للثروة السمكية والاحياء المائية وهو جزء من الحلم الذي ليس له حدود.
وشددت ريم خلال حديثها على أنه حان الوقت للتوقف عن الاعتقاد بأن العمل في المجال البحري ليس حكرًا على الرجال فقط، مطالبة كل فتاة أن تدخل المجال التي تحلم به دون خوف من المجتمع، وأن تعمل على تحقيق حلمًا مهما كان صعبًا، فكل مجال جديد لديه فرص اقوي للتميز والنجاح.
وأكد الدكتور حاتم حنفي عميد كلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائي، بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن دفعة هذا العام هي الدفعة الثالثة وهم أول من حصلوا على جوازات سفر بحري بالنسبة للشباب، ومن الفتيات “ميادة وريم “، مشيرًا إلى الكلية بدأت في عام 2014، وتخرجت أول دفعة في 2018، ولكن حصلنا على الاعتماد للحصول على جواز السفر البحري من هيئة السلامة هذا العام.
وقال إن الطلاب بعد التخرج من الكلية والحصول على درجة البكالوريوس، استكملوا دراسات حتمية، والامتحانات التأهيلية في هيئة السلامة، وذلك لإستخراج جواز السفر البحري.