كتب- أحمد نورالدين:
تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمى للغتنا العربية والذى يوافق الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام، وفي إطار وضع وصفة علاجية لضعف استعمال اللغة العربية في مجتمعاتنا المعاصرة، بعث الأستاذ الدكتور محمود الصاوي الاستاذ بجامعة الأزهر الشريف برسالة محبة عاجلة لكل حراس البوابات الثقافية في إعلامنا المصري العريق، لكل برامجنا التلفزيونية في مختلف القنوات المصرية، تضمنت ضرورة الاهتمام باللغة العربية في يومها العالمي، وكذلك ضرورة الاهتمام والعناية بأقسام التصحيح والتدقيق اللغوي بالصحف والمجلات.
حيث شخص الدكتور الصاوي المرض المؤدي إلى ضعف استعمال اللغة العربية في عصرنا الحاضر، مرجعا سببه إلى أمور عامة، وأخرى خاصة ببعض المهارات.
فأوضح فضيلته أن الأمور العامة منها: عدم تفعيل اللغة في الحياة اليومية، واعتقاد عجز اللغة عن مواكبة العصر، وأن معلمي اللغة لا يتكلمون بها ولا يشجعون طلابهم عليها، ولا يصححون لهم أخطاءهم باستمرار.
وأما الخاصة فمنها: الازدواجية اللغوية التي يقصد بها التنافس بين لغة أدبية مكتوبة ولغة عامية شائعة في الاستعمال اللغوي، وهي ظاهرة موجودة في كل اللغات.
وعدد فضيلته أسباب هذا المرض فذكر منها: اعتماد العامية في التدريس، واستفحال العامية في المجتمع، وانتشار لغة (العربيزي)، أي: خلط العربية والإنجليزية في الحديث، وكذلك انفصال المضمون المعرفي للدرس اللغوي عن الواقع، وقلة الكفاءة اللغوية، وانعدام التأسيس اللغوي للنشء في المراحل التعليمية.
ثم ذكر فضيلته أسبابًا أخرى لضعف استعمال العربية، ومنها: ضعف مهارة القراءة، الذي يتمثل في عدم مناسبة الكتب لمستوى التلاميذ، وعدم مناسبة طرق التدريس لمستوى التلاميذ، وضعف إعداد المعلم القائم بالتدريس، وعدم مناسبة طريقة التدريس للتلاميذ، وقلة التدريبات الكتابية
مرجعا السبب إلى نواحٍ أخرى تختص بالطالب ومنها: ضعف مهارة الكتابة الذي يتمثل في ضعف السمع أو البصر، وعدم قوة العضلات الدقيقة للأصابع، وكذلك ضعف مهارة الاستماع الذي يتمثل في عدم القدرة على الاستماع الجيد، والتفسير الخاطئ لبعض الكلمات، وفهم الكلمات في غير سياقها، وعدم الدقة في تنظيم الجمل.
مشيرا أن هناك أسبابًا أخرى أصابت مهارة التحدث بالضعف، ومنها: عدم القدرة على استخدام الكلمات المعبرة عن الأفكار الذاتية، وعدم القدرة على تنظيم وترتيب الكلمات بعد اختيارها.
وأوضح فضيلته أن من أكبر أسباب ضعف اللغة العربية في عصرنا الحاضر هو الغزو اللغوي، وهو مصطلح يشير إلى غزو لغات الشعوب الغربية مجتمعاتنا العربية، مما أدي إلى انقطاع الصلة بين الشعب العربي ولغته، وفقدان جذوره ومناعته اللغوية، وتهميش معالم حضارته وثقافته،
لافتا أن تأثيره السلبي تعدى إلى دمج بعض مصطلحات اللغات الأجنبية مع مصطلحاتنا العربية، فنشأت لهجات ولغات تخاطب جديدة كالتي تجمع بين اللغتين العربية والإنجليزية أو العربية والفرنسية.
وبعد تشخيص المرض وأسبابه، وضع الدكتور الصاوي الوصفة علاجية لتقوية لغتنا العربية، ذكر منها: الاستماع: عود أذنيك على سماع الكلمات الصحيحة بالنطق الصحيح والأسلوب الجيد عبر الخطب والمحاضرات المتميزة باللغة العربية الفصيحة أو الأفلام الوثائقية.
التحدث والممارسة: تكلم بالعربية مع المقربين إليك أو اتفق مع صديق لك ألا تتحدثا سويا إلا بها، طبعا لو كنت معلما درس بها.
وفي آخر هذه الوصفة العلاجية أوضع فضيلته سلبيات اللغة العامية المستعملة ومنها: تقطيع أواصر الوطن العربي، وإضعاف الثقافة العربية، وإضعاف مستوي التلاميذ، وشيوع الأخطاء اللغوية، وازدراء اللغة وتجفيف منابعها، وتخلف القراءة لدي العرب.