كتبت – إيناس مقلد:
شرع كل من منظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تنفيذ مشروع جديد يهدف إلى دعم تقديم الخدمات الصحية الأساسية في اليمن.
ويمثل المشروع الذي يستوجب تمويلا بمبلغ 20،5 مليون دولار أمريكي جزءا من اتفاقية أوسع بقيمة 46 مليون دولار أمريكي بين المنظمتين تم توقيعها في سبتمبر 2020. وتشمل هذه الاتفاقية أيضا ثلاثة مشاريع أخرى حول التأهب والاستجابة لجائحة كوفيد 19، والتغذية، والمياه وخدمات الصرف الصحي البيئية.
وبفضل هذا الدعم الجديد المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ستتلقى كتلة الصحة دعما في مجال إدارة المعلومات، وعلى مستوى مراكز عمليات الطوارئ والتكاليف التشغيلية لمكاتب تنسيق الكتلة، ممّا سيستفيد منه ما يصل إلى 5،1 مليون شخص.
ومن جهة أخرى، سيقوم المشروع بتقديم دعم حاسم لحزمة الخدمات الدنيا (Minimum Service Package)، بما في ذلك في 15 مستشفى تقع في المديريات ذات الأولوية بحسب تقييم قائم على الاحتياجات الصحية، وذلك بهدف تحسين وصول السكان إلى خدمات الرعاية الثانوية.
كما يشمل دعم حزمة الخدمات الدنيا على سبيل الذكر لا الحصر الصحة الإنجابية وصحة الأم، وتعزيز القدرة على التأهب وتحسين قدرة الطاقم الصحي والرعاية قبل دخول المستشفى والإحالة. وسيستفيد من هذا الدعم قرابة 1،8 مليون شخص.
ويعتبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الشريك التمويلي الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في اليمن في الفترة 2019-2020، حيث ساهمت الشراكة بين المنظمتين منذ أكتوبر 2019 في الحفاظ على النظام الصحي في اليمن، بما يشمل دعم الفئات الأكثر ضعفًا. ومكّن الدعم المتواصل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منظمة الصحة العالمية من تسهيل توفير الأدوية المنقذة للحياة، بما في ذلك علاج المرضى الذين يعانون من حالات مزمنة تهدد الحياة، مثل الفشل الكلوي. كما دعمت الشراكة برامج تحصين الأطفال ومساعدة النساء الحوامل من أجل الولادة الآمنة.
الأزمة الإنسانية في اليمن:
لا يزال اليمن تحت وطأة أسوأ أزمة إنسانية في العالم ومسرحا لأكثر عمليات منظمة الصحة العالمية تعقيدًا، حيث يحتاج حوالي 24.3 مليون شخص – 80٪ من السكان – إلى مساعدة إنسانية أو حماية. ويوشك النظام الصحي على الانهيار، إذ يحتاج أكثر من 17.9 مليون شخص (من إجمالي 30 مليون شخص) إلى خدمات الرعاية الصحية في عام 2020. وفي الوقت نفسه، فإن نصف المرافق الصحية فقط تعمل بشكل كامل، وحتى المرافق الصحية التي لازالت مفتوحة تفتقر إلى العاملين الصحيين المؤهلين والأدوية الأساسية والمعدات الطبية مثل الأقنعة والقفازات، وكذلك الأكسجين والإمدادات الضرورية الأخرى.
كتلة الصحة في اليمن:
تعمل كتلة الصحة في اليمن على الاستجابة للعواقب الصحية للنزاع والانكماش الاقتصادي الحاد وجائحة كوفيد 19. وتجتهد كتلة الصحة للحفاظ على الخدمات والأنظمة الصحية الأساسية للحدّ من الوفيات غير المباشرة الناتجة عن الأمراض التي يمكن الوقاية منها وعلاجها، كما تم التأكيد عليه في خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2020 وعلى النحو المبين في خطة التأهب والاستجابة الاستراتيجية لـجائحة كوفيد 19. كما تعطي الكتلة الأولوية لتوفير الخدمات الصحية الأساسية المنقذة للحياة من خلال توفير حزمة الخدمات الدنيا (MSP).