القانون يحذر من تقليد ” رامز مجنون رسمى”
بقلم/ محمد حسين نجم
المحامي بالنقض وباحث دكتوراه
يذاع الآن على القنوات المحلية والدولية برامج يطلق عليها ” برامج الـمقالب ” وأشهرها برنامج ” رامز مجنون رسمي ” ، الذى يقدمه الفنان رامز جلال ، وسايره في أفكار مشابهة العديد من الفنانين ، وأثير لغط شديد حول اتفاق تلك البرامج مع الأصول الفنية وحق الإبداع .
وبعرض مسألة وقف البرنامج لمخالفته حق الإبداع الفني قضت محكمة القضاء الإداري برفض الدعوى وإلزام رافعها المصروفات ومقابل أتعاب المحاماة ، وتأكيدا لذلك فإننـا نتفق مع ما انتهت إليه المحكمة ، وذلك لأن طبيعة البرنامج هي استقبال أحد الفنانين أو الشخصيات العامة ، وافتعال بعض الأفعال التي تشكل خطورة على الضيف ، وانتزاع الموافقة على إذاعة البرنامج يفقد حق إقامة أية دعوى قضائية ضد مقدم البرنامج أو أحد المسئولين عن البرنامج ، وبعيدا عن علم الضيف واتفاقه لأنها لا يمكن الوقوف عليها ، وننتظر إلى صدور مذكرات هؤلاء الأشخاص لبيان حقيقة تلك البرامج ومدى مصداقيتها .
ولكن مكمن الخطورة هو محاولة تقليد الفكرة ولو بشكل مختلف من أفراد الشعب ، كما هو معروف ميل المصريين إلى الفكاهة في تصرفاتهم ، وقد ينتج عن التقليد الأعمى لما يبث في القنوات الفضائية إحداث جرح أو وفاة أحد الأفراد .
ويأتي القانون محذرا كل من تسول له نفسه إلى افتعال أية أفعال قد تؤدى إلى ارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون ، ونحاول التذكير لدق ناقوس الخطر من أجل الحد من تقليد تلك الأفعال .
من المتوقع قيام أي فرد من محاولة تقليد برامج ” المقالب ” وقد لا يخرج السيناريو إلى انتهاء المقلب وعدم تعرض الطرف الآخر إلى ضرر جسيم يعاقب عليه القانون ، أو تسامح مع الطرف الآخر لوجود علاقة قرابة أو صداقة .
وقد ينتهى المقلب إلى إحداث ” جرح ” بالطرف الآخر وفى هذه الحالة يعاقب القانون عليها بنص المادة (242) من قانون العقوبات ، بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تقل عن عشرة جنيهات ولا تجاوز مائتي جنيه .
والأمر قد يزداد سوءا في حالة ما إذا نشأت عن الجرح عاهة مستديمة ” قطع أو انفصال عضو فقد منفعته ، أو نشأ عنه كف البصر، أو فقد احدى العينين ، أو نشأ عنه أي عاهة مستديمة يستحيل برؤها يعاقب بالسجن من ثلاث سنين إلى خمس سنين ، المادة (240) عقوبات .
والأكثر سوءا جريمة القتل الخطأ نتيجة عن إهمال أو رعونة أو عدم احتراز تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تجاوز مائتي جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين ، أو ارتكاب جريمة الضرب المفضي إلى موت ، وتتحقق بكل من جرح أو ضرب أحدا أو أعطاه مواد ضارة ولم يقصد من ذلك قتلا ولكنه أفضى إلى الموت تكون العقوبة الأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث سنوات إلى سبع سنوات .
ونؤكد على أهمية عدم اتخاذ التصرفات الصبيانية طريقا للمعاملات التي تؤدى في النهاية إلى إحداث الضرر بالغير من جرح أو عاهة أو قتل ، ويكون مصيره السجن عن أفعال فكاهية تنتهى بالندم والحسرة للوقوع تحت طائلة قانون العقوبات .
في النهاية نسأل الله أن يقتصر المقال على التذكير بأحكام القانون ، دون التطبيق الفعلي لأحكامه على التصرفات الصبيانية ، ونسأل الله أن يحفظ المصريين من كل سوء .