الحروف المقطعة في بداية سورة يوسف والعدد (27)
بقلم/ د. محمد العربي
تعد الحروف المقطعة في بدايات السور من غيب القرآن الكريم الذي اختص الله ذاته بعلمها دون سواه ، وله موافقات متعددة في القرآن ، وفي التراث الإسلامي ولنا معها وقفات متعددة .
أولاً : الحيوانات المذكورة في القرآن عددها (27) :
أربعه تؤكل وهي : [الإبل – الضأن – الماعز – البقر] .
أربعة تركب وهي : [الخيل – البغال – الحمير – الفيل] .
ثلاثة مفترسة وهي : [الكلب – الذئب – القسورة وهو الأسد] .
ثلاثة طيور وهي : [السمان (السلوى) – الغراب – الهدهد] .
ثمانية حشرات وهي : [البعوضة – الجراد – القمل – النحل – النمل – العنكبوت – الذباب – الفراش] .
خمسة حيوانات أخرى وهي : [قرد – خنزير – حوت – الضفدع – الثعبان] .
ثانياً : فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد والعدد (27) .
عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة” .
ثالثاً : غزوات النبي والعدد (27) ، ونفى تهمة الإرهاب عن الإسلام .
عدد غزوات النبي (27) غزوة في عشر سنوات ، أولها غزوة بدر في العام ، وآخرها غزوة مؤتة في العام .
ولو اتخذنا لغة الأرقام دليلاً على نفى تهمة الإرهاب عن الإسلام وصيرنا فيها ما يؤيد كلامنا ، فلقد بلغ عدد شهداء المسلمين في كل معاركهم على مدار السنوات العشرة 262 شهيداً , وهذا العدد بالنسبة للجيوش المسلمة تبلغ 1% فقط .
أما عدد قتلى المشركين بلغ 1022 قتيلاً ، وهذا العدد بالنسبة لهم يمثل 2% وبذلك تكون النسبة المتوسطة لقتلى الفريقين هي 1.5% فقط .
ولكى تتضح الصورة بشكل أكبر وأظهر ، فلقد قمت بإحصاء عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية كمثال لحروب الحضارات الحديثة ، ثم قمت بحساب نسبة القتلى بالقياس إلى أعداد الجيوش المشاركة في القتال ، فوجدت الآتي :
– لقد شارك في الحرب العالمية الثانية 15.600.000 جندي ، ومع ذلك فعدد القتلى بلغ أكثر من 54 مليون قتيلا ، أي أكثر من ثلاثة أضعاف الجيوش المشاركة أي حوالي 351% ، والسبب أن الجيوش المشاركة جميعاً وبلا استثناء كانت تقوم بحروب إبادة على المدنين ، وكانت تسقط الآلاف من الأطنان من المتفجرات على المدن والقرى الآمنة مما أحدث كارثة إنسانية بكل المقاييس .
وليس خافياً على أحد أن المشاركين في هذه المجازر كانت الدول التي تعرف آنذاك – والآن – بالدول المتحضرة والراقية (كبريطانيا ، فرنسا ، أمريكا ، ألمانيا ، إيطاليا ، اليابان) .
ثم يصفون الإسلام بالإرهاب مع أن المتتبع لآيات القرآن يجد أن لفظ السلام مذكورة في القرآن في حوالى 140 آية بمعانى مختلفة .
يأتي السلام اسماً من أسماء الله سبحانه وتعالى : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الآية 23 : الحشر] .
ويأتي تحية للمسلمين يتبادلونها بينهم ومع غيرهم . وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الآية 54 : الأنعام] .
ويأتي خطاب من الله لنوح عليه السلام . قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ [الآية 48 : هود] .
ويأتي ثناء من الله على إبراهيم – عليه السلام . سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ [الآية 109 : الصافات] .
ويأتي ثناء من الله لعباد الرحمن وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا [الآية 63 : الفرقان] .
ويأتي اسماً من أسماء الجنة لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الآية 127 : الأنعام] .
والحرب لم يذكر في القرآن إلا في دائرة ضيقة ومحدودة جداً في حوالى ست آيات في القرآن الكريم ، ويكفى أن نورد شهادة المستشرق الفرنسى (جوستاف لوجون) في كتابه حضارة العرب : “أن المتأمل في خريطة العالم يجد أن أكثرية المسلمين حالياً متواجدين في دول لم يدخلها الإسلام بالسيف كما يقولون مثل (الهند ، الصين ، أندونيسيا) ، وأن التاريخ أثبت أن العقائد لا تنتشر بالسيف ، وإذا كان السيف قادراً على أن يفتح أرضاً فإنه لا يقوى على فتح القلوب” .
الحروف المقطعة والعدد (27) .
عدد السور المبدوء بحروف مقطعة (27) سورة وهي كالتالي :
البقرة – آل عمران – الأعراف – يونس – هود – يوسف – الرعد – إبراهيم – الحجر – مريم – الشعراء – النمل – القصص – العنكبوت – الروم – لقمان – السجدة – ص – غافر – فصلت – الشورى – الزخرف – الدخان – الجاثية – الأحقاف – ق – القلم .
والملاحظ في بدايات هذه السور أنها ليست بداية واحدة ، بل ذات طابع متعدد مما يؤكد إلهية هذا الوحى وأنه كلام رب العالمين ، وليس كلام بشر على الإطلاق .
– قد تبدأ السورة بحرف واحد مثل : [ق ، ص ، ن] .
– قد تبدأ السورة بحرفين [غافر – فصلت – الشورى – الزخرف – الدخان – الجاثية – الأحقاف] .
– قد تبدأ السورة بثلاثة أحرف [البقرة – آل عمران – يونس – هود – يوسف – إبراهيم – الحجر – الشعراء – القصص – العنكبوت – الروم – لقمان – السجدة] .
– قد تبدأ السورة بأربعة أحرف [الأعراف – الرعد] .
– قد تبدأ السورة بخمسة أحرف [مريم – الشورى] .