العنف ضد المرأة.. ياسمين صبري نموذجاً
بقلم/ د. نجلاء الورداني
ماذا فعلت ياسمين صبري لتعرضها لكل هذه الأشكال المتعددة والمختلفة من التنمر والإيذاء النفسي؟ وهل زواجها من رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة يعطى للعالم شرقاً وغربا التحكم في حياتها هكذا؟
يا سادة إنها تزوجت طبقاً لشريعة الله وسنته في الكون… أم أن زواجه من أكثر من واحدة عرَّضها لكل هذا؟
وما ذنبه هو الآخر في زواجه؟ هل خالف بذلك أوامر الله ونواهيه أو ارتكب الفواحش وفعل المنكرات؟ هل هناك عقيدة أو قانون أو حتى تقليد أو عُرف ينبذ ما فعله وبجرّمهُ؟ أم أنه ارتكب ما لم يحدث قط في تاريخ البشرية؟
أم أن ثرائه هو السبب وإنفاقه على زوجاته وهداياه لهن وكذلك معاملته الجيدة لهن كما أقرَّ جميعهن؟
وأيضا يأتي التساؤل:
هل جميع ذلك يكون مبررا منطقيا لتعرضها لكل هذا التنمر والعنف النفسي واللفظي والرمزي الممارس ضدها الآن؟
إنه ليس لأحد أحقَّية الترقّب لحياة أحد، وليس لنا على الفنان سوى تقويم فنّه وأدائه فقط… ذلك لأنه “إنسان” لا “ملكية عامة” ولا “مشاعا”!
الفنان رمز وقدوة، لكن الرمز لا يُمتلك، والقدوة لا تُهدر كرامتها مرارا وتكرارا.. حتى أن كل فرد لديه “مشكلة أيّا كانت” يُسقطها على فنان أو رجل أعمال أو ثري ويمارس إسقاطاته ويُصدّر عنفَه وطاقته السلبية للآخرين.
هل خالفت ياسمين تقاليد مجتمعها… هل نشرت الفسق والفجور… هل زرعت الحقد والضغائن… هل هدَّمت المعابد وجرَّمت الشرائع لتلقى كل ما تتعرَّض له؟
تساؤلات تستحق منا الالتفاف حولها ومناقشتها حتى يمكن تفادي نكباتها علينا وعلى مجتمعنا.
هل تعلم عزيزي المعنِّف وعزيزتي المتنمرة أن أشكال العنف والتنمر والإرهاب النفسي قد عرّض ياسمين لهزة نفسية -من وجهة نظري المتواضعة- وهذا يُفسر لماذا استدعت واستضافت “سيدة المطر” -كما أطلقنا عليها- لبيتها!
عشرات التساؤلات والتخيلات تفرض حضورها والجميع يتفوه بأشياء وأشياء.. والواقع أن صاحبتنا استقبلت “سيدة المطر” لتُخفض من وقع القصف المُوجه إليها.