حكومة د . مصطفى مدبولى النموذج المشرف للإداره الحكيمه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
يقينا .. يؤلمنى أن أتعايش هذا التراجع البشع فى مكونات الشخصيه المصريه ، وهذا التردى السلوكى الذى طال بعض الفئات من المصريين على مستوى الجماعه والأفراد ، يزيد عليهما تلك التناحه فى تنفيذ التعليمات والقرارات بأريحيه وإحترام ، حتى ولو كانت تلك القرارات أو الإجراءات تعمل على فرض نظام حضارى ، وتصب فى الصالح العام ، وبالتأكيد تصب فى صالح عموم المواطنين حتى باتت القوه والبطش آليات طبيعيه للتنفيذ ، الذى يعوقه مكتسبات غير مشروعه لنفر قليل إكتسبوها بالبلطجه والسطوه ، وفرض حاله من الريبه التى إنتابت كثر من المصريين بفعل الوشايات والتضليل وبث الأكاذيب حتى على مستوى دولاب العمل الإدارى بين الموظفين أنفسهم .
كثيره هى المواقف التى تجمعنى بالناس بحكم مسئولياتى النيابيه والمجتمعيه تدخلا لحل مشكله إفتعلها نفر قليل أصحاب مصلحه مباشره خدعوا خلفهم كثر ، وذلك تفاديا لصدام قد يحدث بين الشرطه أو الجهاز الإدارى وبين الناس كنتيجه طبيعيه لما يزكيه هؤلاء من أصحاب المصالح الشخصيه ، لكننى أجد تناحه ومزايدات رخيصه منقطعة النظير تجعلنى أعتذر عن إستكمال أداء هذا الدور فيتدخل سيف القانون وقوة الردع التى تمتلكها الدوله فأجد الجميع صاغرا مطأطىء الرأس ويقبل بما صدر برمته من قرارات رغم أننى كنت أحمل فيه تيسيرا معينا كنوع من التفاوض ظن معه البعض أن مرجع ذلك ضعف السلطه عن التنفيذ وليس حرص السلطه على أن يكون التنفيذ متسما بالرضاء طالما يحكم ذلك مصلحة عامه وفرض طريقه تتسم بالإحترام .
أدركت يقينا أن الأيدى المرتعشه لاتبنى وطنا ، ولا تؤسس لبنيان قوى راسخ يعمل على النهوض بالمجتمع ، لذا فإن المسئول الكبير أيا ماكان موقعه وزيرا كان أو محافظ إذا لم يكن مقتنعا بقراره فمن العيب أن يصدره ، وإذا أصدره يتعين عليه التمسك بتنفيذه دون إبطاء أو تراخى ، بل إن الوزير والمحافظ الذى لايستطيع أى منهما تنفيذ قراره الذى إتخذه بعنايه ودراسه ، ولو بفرض سطوة القانون ، أشرف له أن يستقيل قبل أن يكون تراخيه وتراجعه نموذجا يضر بالدوله المصريه العريقه والعتيقه . هكذا أرى أن الصديق الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء المجتهد والفاهم والواعى والذى تفوق على نفسه لذا روج بعض هؤلاء من أصحاب المصالح لإشاعة تغييره يعى ذلك جيدا لذا كان طبيعيا أن أرى هذا الحسم الذى ألمسه فى تعاطى معظم أفراد الحكومه مع مشكلات المواطنين .
إنصافا .. أجد أنه من واجبى توجيه التحيه إلى كل مسئول صاحب قرار فى وطننا الحبيب ، والثناء على القرارات التى صدرت ممهوره بالدراسه المستفيضه والمتابعه الدقيقه ، كما يفعل الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه الذى إستحق على ذلك التقدير لتمسكه بتنفيذها وفرض صحيح القانون كما نلمس صباح مساء ، والذى كان من نتيجته ضبط الشارع الغرباوى ، وعلى نفس القدر من التحيه والتقدير كان أداء اللواء هانى مدحت مساعد وزير الداخليه مدير أمن الغربيه ورجال الأمن بالمحافظه ، واللواء محمود أبوعمره مساعد وزير الداخليه مدير أمن البحر الأحمر النموذج المشرف للشرطه المصريه .
أصبحت أرى أنه من الظلم البين توجيه اللوم للشرطه إذا تدخلت أمام من يحاولون إهدار قيمة الدوله المصريه من خلال تدنيس القرارات الصادره عبر دراسه وتصب فى صالح المواطنين ، بل إننى أصبحت ألتمس العذر إذا حدثت بعض الشده من الشرطه بصفتها حامية الجهاز الإدارى فى التنفيذ لأن مرجعها ليس التعسف فى إستخدام السلطه إنما مواجهة التراخى عند البعض فى التنفيذ .
الشيىء الغريب والعجيب والمحير حقا أننى ألمس خنوعا من الذين سبق وأن أحدثوا ضجيجا ويقبلون بالتنفيذ دون أى إعتراض عندما يدركون جيدا إصرارا على فرض صحيح القانون ، ويتم التنفيذ فى صمت خاصة إذا تم إتخاذ إجراء قانونى مع فرد واحد الجميع يسرع الخطى للتنفيذ ، هنا يتملكنى الألم حزنا على شموخنا كمصريين كيف وصلنا إلى تلك الحاله من التردى ونحن شعب عظيم صاحب حضاره وتاريخ .
أتعجب حقا من سلوك بعض الناس ، لماذا تراجعوا عن عنتريتهم عند تكشير السلطه عن أنيابها وحاولوا إيهام من طلب منهم التدخل لتهدأة الأجواء أنهم عنتر! .. رغم كارثية ذلك إلا أنه يتعين أن ننظر إليه من منتصف الكوب الممتلىء والذى مؤداه أن الحق قوى الحجه ، ساطع البيان .. أتمنى أن يعى الناس ذلك وأن يتسم مظهرهم بما يليق بقيمة وقدر وعلو شأن المصريين فخر الشعوب وتيجان رؤوس الأوطان .