ليته طلقني!
بقلم/ د. نجلاء الورداني
حكايتنا تتحدث عن امرأة تزوجت من رجل عاش معها خمس سنوات، أنجبت خلالها ثلاثة أطفال، وكانت سعيدة بزوجها، فهو رجل بمعنى الكلمة؛ يشبع رغباتها ويحترم أنوثتها ويلبي متطلبات بيته وأسرته.
وفجأة –ودون سابق إنذار– اكتشفت عدم قدرته على ممارسة الجنس لوجود إحدى الأمراض التناسلية لديه، والتي اتضح أنها لم تأتِ إلا نتيجة للاتصال الجنسي المتواصل بأكثر من واحدة والعلاقات المحرمة.
وهكذا تكتشف خيانة زوجها، وتشكو للأهل طالبة الطلاق والعيش بمفردها وتربية أبنائها، لكن العادات والتقاليد رأت أن تستمر مع زوجها في نفس البيت، ترعى الأبناء وتقيم حياتها دون علاقة زوجية، أي “تمثل” الحياة الزوجية وكأنها على المسرح ليس إلا، لأن طلاق المرأة ليس بالهين، وخاصة مع وجود الأطفال: “طالما لم تتزوجي فلِمَ الطلاق؟”
كررت المرأة مرارًا طلبها: يطلقني ويترك لي المنزل أرعى أبنائي وأربيهم، ولن أخبرهم بفعل أبيهم يومًا ما،
بل قالت لعائلتها وعائلة زوجها: يترك لي البيت حتى يشتد ساعد أبنائي، وسأتركهم له وأترك كل شيء له، فهم صغار يحتاجون الرعاية كما أخشى عليهم أن تنقل لهم أمراض أبيهم وأخلاقه،
لكن لا أحد يرى ولا أحد يسمع؛ فعائلة الأب همّها عدم فضح ولدهم، وعائلتها شاغلها الشاغل “طلاق” ابنتهم ومن يساعدها في تربية أبنائها.
ظلت المرأة هكذا.. حائرة بين بيتها وعائلتها وعائلة زوجها وأبنائها، وغلب على أمرها فامتثلت مثلها مثل كثير من النساء ليس عن رغبة لها وإنما انصياعا لرغبات الجميع،
ظلت في بيتها مع زوجها تداهمها مشاعر الغل والحقد يومًا بعد يوم، فلم يكن يخطر لها على بال تلك الخيانة، أبدا، وهي التي رعت سمعته وصانت شرفه وأنجبت له البنين والبنات فلِمَ الخيانة، وهي الجميلة المهتمة بنفسها وبه، لِمَ الغدر؟
وتمر الأيام، والحقد والشجار يزداد يومًا بعد يوم بينها وبين زوجها، حتى صارت تفقد أعصابها لأتفه الأمور والأسباب، وخصوصًا بعد أن شُفِيَ زوجها وعاد لحالته الطبيعية، مما جعله يطلبها كزوجة، فكيف لها أن توافقه وهي التي خاب ظنها فيه؟
كيف لها أن تبادله الحب والمودة وخيانته تشمها من أنفاسه؟ كيف لها أن تجاوره الفراش وهو من جرح أنوثتها وعرَّضها للعدوى بمرضه لولا لطف الله بها؟!
سؤال تلو الآخر يصارع عقلها ويجرح قلبها ويفتت مشاعرها، تساؤلات وتساؤلات تريد لها إجابات تزيل ما بها من صراعات، ولكن هيهات هيهات.
هل ينتهي بها المطاف لأن تفعل فعله كي تشفي غلها؟ أبت وتذكرت أن مجتمعها لن يقابل ما ستفعله مثلما فعل مع زوجها، فحينها ستكون الزوجة الخائنة الهادمة لبيتها وأسرتها؛
استمرت في حياتها تربي أبناءها وترعى بيتها، إلى أن أتى يومٌ ودار شجار حاد بينها وبين زوجها، شجار حوْلَ عنفها معه وردودها عليه، شجار حوْل حياتهما وما آلت إليه،
لكن واأسفاه، لم ينتهِ بالخلاف أو الطلاق، بل انتهى بأن دفعت الزوجة زوجها فسقط على الأرض، وما أن اعتدل حتى انهالت عليه ضربًا وطعنا بسكين الخضروات.