بقلم : عبدالرحمن مؤمن عبدالحليم
مؤسس فريق طموح للكنوز البشرية
ازدادت في السنوات الأخيرة ظاهرة جنون الشو ولفت أنظار الناس على شبكة التواصل الإجتماعي بأي طريقة، فاشخاص تدعي أنها توفيت أو مرضت لتسول مشاعر الآخرين واختبار مدى محبتهم لهم وأشخاص أخرى تقوم بتصوير أمهاتهم أو اخوتهم أو أصدقائهم وهو يرقدون في المستشفى بدلا من الإكتفاء بطلب الدعاء لهم دون تصويرهم بل وهناك في الفترة الأخيرة من قام بتصوير والده أو والدته بعدما توفي وحدثت في إحدى الدول العربية مجموعة من أقارب متوفي قاموا بأخذ صورة ( سيلفي) عن قبر قربيهم المتوفى،
ولم تسلم حتى الروحانيات من جنون الشو على الإنترنت فتجد أمامك من يطلب من الاخر أن يصوره وهو ساجد أو أثناء تلاوته للقرآن ليرفعها على صفحته الشخصية وحتى في الكعبة أصبحنا نرى الكثير يلتفون حول الممثلات والممثلين والشخصيات المشهورة لالتقاط صور سيلفي منهم وربما أغلبنا راي الصور التي تم رفعها على الفيس منذ سنوات لشخص يصور نفسه سيلفي وهو يرمي الجمرات
وغير ذلك الكثير من الأشياء التي يجب أن نقف وقفة احتجاجية على أنفسنا ونسألها لماذا تفعل هكذا، هتجد من يقول لك من أجل الذكرى ولكن ربما من يقول ذلك لا يدرك أن عليه أن الحذر من الشرك الأصغر الذي حذرنا الله منه وهو الرياء، كلنا نتصور صور للذكرى ولكن لا يجب أبدا أن تكون هذه الصور للنصب على مشاعر الناس والكذب عليهم ، لا يصح أن تكون العبادات مجرد مظاهر نراها في الصور ولا نجدها في سلوكيات وأفعال نفس الشخص الذي قام بتصوير نفسه أثناء عبادة معينة.
علينا أن نتذكر جميعا ما نراه يوميا من موت الفجأة الذي انتشر جدا وهو ما أخبرنا عنه الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى، فإننا أن تذكرنا موت الفجأة علمنا أن الدنيا لا تحتاج للسعي إلى الشو والكذب والخداع وعمل مقالب في الناس لاستعطافهم على شبكة الإنترنت، بل نحتاج جميعا إلى السعي المستمر لنشر خير نفعله بالفعل لوجه الله ونشجع ونحفز الناس معنا على فعله، نحتاج أن تكون بيننا وبين الله أسرار وروحانيات خفية، نحتاج الا يعزلنا الإنترنت عن بر الوالدين وصلة الرحم والمحبة في الله وليست المحبة في صور الفيس التي نراها ونرى وراها مصالح وغيبة ونميمة في كثير من الأحيان الا من رحم الله طبعا فكل هذا الكلام ليس للتعميم ابدا ولكننا نتحدث عن ظاهرة انتشرت نراها جميعا وتحتاج منا أن يبدأ كل واحد منا بنفسه والا يستسلم لوساوس النفس وأهوائها.