إيناس مقلد – (د ب أ):
أكد رئيسا مصر وجنوب السودان عبدالفتاح السيسي وسلفا كير أمس السبت أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي. وشدد الرئيسان، حسبما أفاد المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أمس، على ضرورة تعزيز التعاون بين دول حوض النيل على نحو يُحقق المصالح المشتركة لشعوب كافة دوله وتجنب الإضرار بأي طرف.
وقال المتحدث إن السيسي وسلفا كير عقدا في جوبا جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، حيث وصف سلفا كير زيارة الرئيس المصري إلى جوبا بـ «التاريخية» حيث تعد الأولى من نوعها لجنوب السودان منذ استقلاله.
وأشاد كير بالجهود المصرية الساعية نحو المساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان، وتقديم كل سبل الدعم له وتوفير المساعدات الإنسانية، مؤكدا وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي.
وأوضح المتحدث أن السيسي أكد أن زيارة جنوب السودان للمرة الأولى، تأتي استمرارًا لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين، مشددا على حرص مصر على نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبرامج بناء القدرات للكوادر في جنوب السودان بمختلف القطاعات.
ووفق المتحدث، عرض كير تطورات تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، مثمنًا في هذا السياق التحركات المصرية في مختلف المحافل الدولية والإقليمية لشرح طبيعة التحديات التي تواجه جنوب السودان وتأكيد أهمية دعم الاستقرار والمصالحة الوطنية في البلاد، وحث المجتمع الدولي على الوفاء بتعهداته والتزاماته في هذا الصدد تجاه جنوب السودان.
بدوره، أكد السيسي دعم مصر الكامل وغير المحدود لجهود حكومة جنوب السودان في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد كامتداد للأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أهمية البناء على قوة الدفع الحالية على الساحة السياسية في جنوب السودان وتوافر الإرادة اللازمة من قبل كافة الأطراف بهدف الاستمرار في تنفيذ استحقاقات اتفاق السلام.
وأشار المتحدث إلى أنه تم أيضا التباحث حول أهم الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، خاصةً منطقتي حوض النيل والقرن الإفريقي، حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، بما يكفل تعزيز القدرات الإفريقية على مواجهة التحديات التي تواجه القارة ككل، كما تم الاتفاق على تكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسؤولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي يشهدها حاليًا المحيط الجغرافي للدولتين.
وأشاد الرئيس المصري بجهود سلفا كير في الوساطة بين حكومة السودان والفصائل الثورية، وهي الجهود التي تكللت بنجاح بالتوقيع على اتفاق سلام جوبا بين الطرفين في شهر أكتوبر الماضي. وكان السيسي وصل في وقت سابق أمس إلى دولة جنوب السودان في زيارة هي الأولى من نوعها.