إيناس مقلد -(أ ف ب):
قتل ثمانية مقاتلين موالين لإيران جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف ليلاً مواقع عسكرية في سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء. وشنّت إسرائيل ليل الثلاثاء الأربعاء ضربات استهدفت، وفق المرصد، مركزًا ومخزن أسلحة تابعا للقوات الإيرانية وحزب الله اللبناني في منطقة جبل المانع في ريف دمشق الجنوبي. كما طالت مركزًا لمجموعة «المقاومة السورية لتحرير الجولان» في القنيطرة (جنوب) عند الحدود السورية مع الجولان المحتل.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن القصف قرب دمشق أوقع ثمانية قتلى غير سوريين، لم يتمكّن من تحديد جنسياتهم، بالإضافة إلى عدد من الجرحى. كذلك، تسبّب بدمار مستودع صواريخ. وفي القنيطرة، أدى القصف إلى اعطاب آليات، من دون تسجيل اي خسائر بشرية. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أوردت، نقلاً عن مصدر عسكري، «قام العدو الصهيوني بتوجيه ضربة جوية من اتجاه الجولان السوري المحتل باتجاه جنوب دمشق واقتصرت الخسائر على الماديات».
ولم يصدر أي تبن إسرائيلي لهذه الضربات. واكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول إنّ بلاده «لا تعلق على تقارير في وسائل اعلام أجنبية». ويتكرر في الأيام الأخيرة القصف الإسرائيلي على سوريا، بحسب المرصد، آخره السبت الماضي وأدى إلى مقتل 14 مسلحًا مواليًا لإيران غالبيتهم عراقيون في شرق سوريا. وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع أن مقاتلاته قصفت «أهدافًا عسكرية لفيلق القدس وللجيش السوري»، فيما اعتبره «ردًا» بعد العثور على عبوات ناسفة على طول الحدود الشمالية. وأوقع القصف وفق المرصد، عشرة قتلى بينهم جنود سوريون ومقاتلون موالون لإيران.
وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافًا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. وأحصى المرصد تنفيذ إسرائيل 36 ضربة جوية على الأقل في سوريا خلال العام الحالي. ونادرًا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وتشهد سوريا نزاعًا داميًا منذ العام 2011 تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دمارًا هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.