إيناس مقلد – الوكالات:
استبعد الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي أمس احتمال إجراء محادثات جديدة مع الغرب على الرغم من تحدث حكومة طهران بتفاؤل عن عودة الشركات الاجنبية للبلاد في «غياب ترامب» وعقوباته.
وفي تصريحات أذاعها التلفزيون الرسمي أمس عبر خامنئي عن تشككه بخصوص مشروع التفاوض مع الغرب بأكمله، وقال «جربنا طريق رفع العقوبات وتفاوضنا على مدى سنوات عديدة دون أن يتحقق لنا شيء من ذلك». وأضاف «يتدخلون في الشؤون الإقليمية ويطلبون منا عدم التدخل. وبينما تملك بريطانيا وفرنسا صواريخ نووية يطلبون منا ألا نمتلك صواريخ. ماذا ستفعلون بها.. عليكم تصحيح أنفسكم أولا».
وبرغم انتقاد خامنئي للمفاوضات مع الغرب فقد بارك الاتفاق النووي عندما تم التوصل له.
وزاد فوز الرئيس المنتخب جو بايدن احتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية الكبرى في 2015 والذي رفعت بموجبه العقوبات عنها في مقابل كبح برنامجها النووي. وانسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق في 2018 وردت إيران بتقليص التزامها به.
ويقول طاقم بايدن انه يستهدف العودة للاتفاق إذا عادت إيران للالتزام ببنوده. لكن دبلوماسيين ومحللين قالوا أيضا ان من غير المرجح حدوث ذلك بين عشية وضحاها نظرًا إلى أن الجانبين سيرغبان في التزامات اضافية.
وتريد واشنطن من إيران كبح برامجها الصاروخية التي لا يشملها الاتفاق النووي والحد من تدخلاتها في الشرق الاوسط. ولطالما قالت إيران انها لن تتفاوض بخصوص الصواريخ ولن تشارك في محادثات ما لم تعد واشنطن للاتفاق النووي وترفع العقوبات دون شروط.
وقال علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أمس ان إيران تتوقع عودة الشركات الاجنبية للبلاد إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات بعد تولي بايدن الحكم وان بعض الشركات أجرت اتصالات أولية بالفعل.
وغادرت شركات أجنبية كبرى إيران بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عامين انسحاب بلاده من اتفاق إيران النووي وأعاد فرض عقوبات اقتصادية عليها.
ووضعت واشنطن منذ ذلك الحين عشرات الشركات الاجنبية على قائمة سوداء متهمة اياها بالتعاون مع إيران.
وقال ربيعي في مؤتمر صحفي بثه موقع حكومي إلكتروني «زادت في الفترة الأخيرة الاتصالات لفتح مكاتب لشركات أجنبية ووجود تمثيل لها في إيران».
وأضاف ربيعي أن الشركات التي لم تغادر إيران رغم العقوبات قد تمنح فرصا أكثر في المستقبل. ولم يذكر أي شركة بالاسم.
وقال دبلوماسي أوروبي ان الشركات لا تزال حذرة ازاء ضعف الشفافية في إيران وان رفع بايدن للعقوبات لن يكون كافيا لإغرائها بالعودة. وأضاف «ليس هناك أي فائدة لشركة كبرى من العمل في سوق لا تتوافر فيها شفافية مالية تذكر. لن يجيز أي مسؤول عن الامتثال للقواعد التنظيمية مثل هذه الخطوة».