الإفصاح عن الحق المكتوم
بقلم الإعلامي/ حمودة المغازي
السيد الدكتور أحمد الطيب رجل طيب والخلاف ليس علي شخصه، لأن الرجل جليل؛ كذلك الخلاف ليس على مؤسسة الأزهر الشريف، فما القصة إذن؟
هل القصة قصة تحديث أو تغيير الخطاب الديني؟ الموضوع بمنتهى البساطة ما هو إلا محصول ناتج عن المؤامرة الكبرى التي امتدت منذ زمن بعيد علي أمة الإسلام.
ولابد من تفتيت لهذه الأفكار الجهنمية التي أتت لنا بهذا الناتج المؤلم/ المفجع الذي يتحتم على كل من يحمل في قلبه حبا للإسلام بل حبًا للإنسانية أن يُفصح عنه.
يفصح عن الحق المكتوم ويفضح الباطل أيًا كان انتفاشه أو نوعيته أو مستواه. والحق أقول إن كل شهيد يقع في الحاضر أو وقع في الماضي من أبناء هذا الوطن وعلى أرض هذا الوطن إنما هو ضحية فكر ضال أو كلام مكذوب مدسوس في كتب التراث.
إنه ومنذ الصدر الأول للإسلام ويتم التلاعب والمكر والخيانة لإخفاء ترياق النجاة عن المسلمين.. ولقد احترف أعداء الأمة وفي مقدمتهم اليهود في دس أحاديث القتل والإرهاب في كتب التراث كي تمثل اليوم الأساس الفكري والتنظيري لجماعات داعش ومن على شاكلتها لتشويه الحقيقة الناصعة لدعوة سيد ولد عدنان.
إن هذا القتل غير المسبوق، والجرأة على تكفير المجتمع وهذا المسلسل الدرامي/ الدامي لن ينتهي إلا إذا تصالح المجتمع مع قيادته في مواجهة الإرهاب فكرا وأشخاصًا، نظرية وتطبيقًا.
والتعويل لو تعلمون على المؤسسة الدينية كبير، وأعلم وأعذرها في تواضع/ تأخر المواجهة، لأنها لن تقدر وحدها، وكذلك المؤسسة الأمنية إلا بتكاتف جميع/ كل المؤسسات في هذه الحرب التي طالت وبلغت من الطول ما يجعلها تفوق بقية الحروب.
وبنظرة فاحصة على حديث (أمرت ان أقاتل الناس حتي يشهدوا أن لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم)، الذي يمثل بوصلة لتلك الجماعات/ التنظيمات، وقد يمثل بوصلة لأجيال تضيع وتضل بأخذه على لفظه الصريح؛ هنا لابد للمؤسسة ولعلماء المؤسسة أن يخرجوه المخرج الذي لا يتعارض شكلا وموضوعًا مع نصوص من القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، وقوله تعالى: (لست عليهم بمسيطر)، وقوله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، وقوله تعالى: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).
وأختم بحديث دار بيني وبين فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم منذ أكثر من عشرين عامًا في ساحة مولانا سيدنا الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام وكان محوره أفكار تلك الجماعات وكان وقتها يشغل فضيلته منصب/ مناصب رئيس اللجنة الدينيه بمجلس الشعب ورئيس جامعة الأزهر ورئيس قسم الحديث وعلومه بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وصارحته بما يجول في خاطري حول أمثال هذا الحديث، فأوضح لي أن الأزهر يحارب الفكر بالفكر ويدحض الشبهة باليقين، وحدثني عن كم الكتب المنشورة في هذا وكم الدراسات واللقاءات المسجلة ولكن الناس لا يقرأون ولا يشاهدون سوى الأفلام الداعرة والمسلسلات المبتذلة وكان وقتها ناقما على ما يذاع ويشغل/ يخدر الناس عن المخاطر التي تحيط بهم وبأبنائهم.
ولكن الأيام/ السنوات تمر، والحال على ما هو عليه؛ لا توجد رؤية واضحة تُسيّر عليها كل المؤسسات، وإنما هي جزر منعزلة كل قوم بما لديهم فرحون.
وعليه، فمشكلة مصر ليست في الأشخاص وإذا خرج علينا عمرو أديب منتقدًا سماحة شيخ الأزهر الشريف فهو انتقاد ليس في محله وانتقاد موجه للعنوان الخطأ.
ويبقى الإفصاح عن الحق المكتوم وفضح الباطل مهما كان وجوده ومستواه أمل تنشده الجماهير من دولة المؤسسات والله يقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل.