كتبت – إيناس مقلد:
استنكر الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن رفض دونالد ترامب قبول الهزيمة في الانتخابات الرئاسية، قائلاً إنّ ذلك يبعث للعالم “رسالة مروعة عمن قد نكونه كدولة”.
وقال بايدن إنه واثق من أنّ ترامب يعلم أنه لن يفوز وأنه أظهر “قدراً لا يصدق من عدم المسؤولية”.
ورفع ترامب دعاوى قضائية زعم فيها حدوث تزوير في الانتخابات من دون أي أساس.
كما دعا نواب الكونغرس إلى البيت الأبيض، ملمحاً إلى تغيير محتمل في التكتيكات التي سيعتمدها في المرحلة المقبلة.
وقد طُلب من المشرعين الجمهوريين في ميشيغان مقابلته في البيت الأبيض يوم الجمعة. فشلت جميع تحديات ترامب القضائية باستثناء واحدة في إحراز أي تقدم حقيقي.
وبلغ هامش فوز بايدن في التصويت العام أكثر من 5.9 مليون. ومن المتوقع أن يحقق الفوز في نظام المجمع الانتخابي الأمريكي، الذي يقرر من سيصبح رئيساً، بنتيجة 306 أصوات مقابل 232.
ويجب على جميع الولايات المصادقة على نتيجتها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، على الرغم من اختلاف المواعيد النهائية بين ولاية وأخرى. ومع المصادقة على الأصوات، ستستمر فرص ترامب في قلب النتيجة الإجمالية في التضاؤل.
إذ ربما يحتاج ترامب إلى قلب النتائج في ثلاث ولايات على الأقل لإحداث أي تغيير.
ويبدو أن أحد الاحتمالات سيكون محاولة ترامب إقناع المجالس التشريعية للولايات المؤيدة للجمهوريين في الولايات الرئيسية لتجاوز اختيار الناخبين، واختيار ممثلين آخرين في المجمع الانتخابي. تحدث بايدن، بعد اجتماع افتراضي أجراه مع حكام الولايات الديمقراطيين والجمهوريين على حدّ سواء، حول أزمة فيروس كورونا.
ورداً على سؤال حول عدم إقرار ترامب بالهزيمة، قال بايدن إن الرئيس كان يرسل “رسائل ضارة بشكل لا يصدق… إلى بقية العالم حول كيفية عمل الديمقراطية” وأنه سيتم تذكره “على أنه أحد أكثر الرؤساء غير المسؤولين في تاريخ أمريكا”.
وتابع: “من الصعب أن نفهم كيف يفكر هذا الرجل”، مضيفاً: “ما يفعله أمر شائن”.
وعن نتيجة الانتخابات قال بايدن: “الغالبية العظمى من الناس يعتقدون أنها شرعية”. على الرغم من أنّ ترامب يواصل الضغط مستخدما الطعون القانونية، إلا أنها لم تحقق أي نجاح تقريباً حتى الآن.
وتقول وسائل الإعلام الأمريكية إنّ الرئيس قد يحاول الاستعانة بالمشرعين الجمهوريين في الولايات التي يحتاج إلى تغيير نتائجها، ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا على سبيل المثالـ لاستهداف نظام المجمع الانتخابي. الولايات المتحدة هي جمهورية ديمقراطية، والرئيس لا يفوز بالتصويت الشعبي، ولكنه يحتاج بدلاً من ذلك إلى أغلبية “الناخبين”، الذين يتم تعيينهم عن كل ولاية وفقاً لتمثيلها في الكونغرس.
وتحدد كل ولاية هؤلاء عادةً وفقاً لمن فاز في التصويت الشعبي فيها.
لكنّ القانون الفيدرالي ينص على أن المشرعين في مجلس الولاية يتمتعون بسلطة تعيين الناخبين إذا فشلت الولاية في اتخاذ قرار.
وقد يبدو هذا بعيد المنال، لأنه من الصعب للغاية إثباته، ولم يظهر أي دليل على وجود تزوير انتخابي، ومن المحتمل أن يؤدي حرمان تمثيل ملايين الناخبين إلى إثارة احتجاجات وطنية.
ونقلت رويترز عن مصدر مطلع على استراتيجية ترامب قوله إنها أصبحت الآن “تصب أكثر نحو إشراك المشرعين”. وأشار الخبراء القانونيون إلى أنّ دعاوى فريق ترامب من غير المرجح أن تنجح في تغيير النتائج. وقد تم بالفعل رفض العديد من الدعاوى القضائية على الرغم من عدم إصدار عدد آخر من الأحكام بعد.
وانتقد جولياني التقارير الصحفية التي تناولت الطعون القانونية لفريقه، قائلاً إن وسائل الإعلام أظهرت “كراهية غير عقلانية ومرضية للرئيس”.
وواصل الرئيس ترامب إطلاق التغريدات لدعم تحدياته القانونية، وعقد فعاليتين فقط أمام الجمهور منذ الانتخابات، وهما إحياء ذكرى يوم المحاربين القدامى ومؤتمر صحفي للحديث عن التوصل للقاح لفيروس كورونا.
وقال وزير خارجية جورجيا، براد رافنسبيرغر يوم الخميس، إنّ تدقيق الولاية لأوراق الاقتراع لم يغيّر النتيجة وهي فوز بايدن في الولاية.
وفي وقت سابق، خسر الجمهوريون الدعاوى القضائية النهائية التي قدموها في جورجيا، حيث رفضت المحكمة جهودهم لمنع التصديق على النتائج، والذي من المقرر أن يحدث يوم الجمعة.
وبلغ تقدم بايدن في الولاية بأقل من 0.5٪ وتمّ طلب إعادة الفرز بموجب قانون جديد للولاية بشأن التدقيق.
وتمّ العثور على عدة آلاف من الأصوات غير المحتسبة – ممّا أدى إلى تقليص تقدم بايدن – لكنّ ذلك كان ناتج عن خطأ بشري وليس عن محولة تزوير، وفق ما قال مدير نظام التصويت غابرييل ستيرلنغ.
وأعلن مسؤولون في مقاطعة فلويد في جورجيا، عن طرد مدير الانتخابات، بسبب بطاقات الاقتراع التي تم العثور عليها حديثاً بحسب ما قيل ظهر الخميس.
وقال جولياني إنّ الحملة تسحب الدعوى القضائية الأخيرة المتبقية في ميشيغان. وقال إنها حققت هدفها المتمثل في وقف التصديق على النتيجة في مقاطعة رئيسية ضمن الولاية.
ومع ذلك، قال نائب رئيس مجلس فحص الأصوات في مقاطعة واين في ميشيغان، إنّ محاولة عضوين جمهوريين إلغاء تصديقهما السابق على النتيجة كانت غير صالحة، وأنّ التصديق كان ملزماً.
وقالت إحدى العضوات من الحزب الجمهوري إنّ ترامب اتصل بها شخصياً بعد المصادقة على التصويت “للتأكد من أنني في أمان”.
وفاز بايدن بالمقاطعة بهامش كبير، وفقاً لنتائج غير رسمية، وفاز بولاية ميشغان كاملةً بنحو 146 ألف صوت.
وفي ولاية أريزونا، رفض قاضٍ يوم الخميس دعوى قضائية رفعها الحزب الجمهوري بالولاية الأسبوع الماضي، سعياً لإجراء مراجعة جديدة للأصوات في مقاطعة ماريكوبا، موطن مدينة فينيكس، عاصمة الولاية وأكبر مدنها.
وفي ولاية بنسلفانيا، طلبت حملة ترامب من القاضي السماح لهم بإعادة ادعاء أسقطوه يوم الأحد، بأنّ المراقبين الجمهوريين مُنعوا بشكل غير قانوني من مشاهدة فرز الأصوات.
وتمّ رفع دعوى قضائية لترامب في نيفادا ودفعت حملته من أجل إعادة فرز الأصوات جزئياً في ولاية ويسكونسن، على الرغم من أن مسؤولي الانتخابات هناك يقولون إنّ ذلك من المرجح أن يكون لصالح بايدن.