كتب: أحمد السيد
كشفت القراءة الأولية للخطاب الذي ألقاه السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، في ذكرى العيد الوطني الـ50، عن تدشين مرحلة مفصلية مهمة من مراحل التاريخ العُماني الحديث، ترتسم فيه طموحات وتطلعات وتحديات المرحلة المقبلة بكل تجلياتها وتشابكاتها.
إن الطريق إلى نهضة متجددة مرتبط بالقدرة على تجاوز التحديات، وهي الإشارة الواضحة التي جاءت في الخطاب، حيث أكد السلطان هيثم قائلا: “لقد تمكنت عمان بفضل من الله وتوفيقه من تجاوز التحديات التي مرتْ بها خلال العقود الماضية بحكمة وقيادة سلطانها الراحل، جلالة السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، وتضحيات أبنائها”.
ولا شك أن القدرة على هذا التجاوز هي التي تصنع المستقبل المنشود، وذلك هو النهج الذي رسمه مؤسس عمان الحديثة وباني نهضتها السلطان قابوس، عبر منهج دقيق وراسخ، في مسيرة بناء ساهم فيها الجميع من أبناء الوطن، عبر مختلف التضحيات الممكنة، ويستكمل السلطان هيثم بحكمته بناء نهضة متجددة ومستدامة لمرحلة تاريخية مفصلية مهمة.
وقد حمل “الخطاب الذهبي”، الكثير من المعاني والدلالات المستقبلية، التي تستشرف النصف الثاني من قرن مجيد، حيث الإنسان هو الجوهر في مجمل هذه المعادلة التي تصنع الترقي والنماء والازدهار، وإذا كان العقود الماضية قد شهدت تأسيس وترسيخ دولة المؤسسات والقانون، فإن الطريق اليوم يمضي إلى الاستكمال والتمكين لمسار النهضة والتطوير في إرساء مرحلة جديدة.
وفي نظرة ثاقبة لرسم معالم المسقبل المنشود، الذي يتكاتف فيه الجميع للعبور بسفينة الأمان والاستقرار المعيشي والاجتماعي، فإن الرؤية المستقبلية 2040 ستكون هي المنوطة بتحقيق طموحات وتطلعات الجميع.
فقد أكد سلطان عُمان قائلًا: “وفي إطار دعم قدرة الحكومة، على القيام بمتطلبات تحقيق الرؤية، فقد عملنا على تطوير الجهاز الإداري للدولة، وإعادة تشكيل مجلس الوزراء، وأوكلْنا إليه مسؤولية تنفيذ الخطط التنموية ومُمَكِّناتها، بحسب الاختصاصات المنوطة بكلِّ جهة، وبما يعزز الأداء الحكومي، ويرفع كفاءتـه، كما أنَّ العمل مستمرٌّ في مراجعة الجوانب التشريعية والرقابية وتطوير أدوات المساءلة والمحاسبة، لتكون ركيزة أساسية من ركائز عُمان المستقبل، مؤكدين على أهميتها الحاسمة في صون حقوق الوطن والمواطنين ودورها في ترسيخ العدالة والنـزاهة وستحظى هذه المنظومة برعايتنا الخاصة بإذن الله تعالى”.
وقد حدد الخطاب آليات الاستعداد للمرحلة الجديدة، وفق منهج مدروس يتصل بالتحديث والمستجدات، للمحافظة على المكتسبات، ومسايرة المستجدات اللازمة لوضع الخطط والبرامج والمشروعات، وفق أطر المعرفة والاسترشاد والتنفيذ على أرض الواقع عبر تعزيز الابتكار والإبداع مستفيدين من أدوات العصر الرقمي والتقانة.