رام الله – الوكالات:
مع اتجاه الشمس للغروب بمدينته أريحا شيع صانع السلام الفلسطيني المخضرم صائب عريقات إلى مثواه الأخير أمس الاربعاء بعد مراسم تأبين وجنازة حضرها المئات.
توفي عريقات (65 عاما) يوم الثلاثاء في القدس المدينة التي كان يطالب بالقسم الشرقي منها خلال كفاح استمر طوال حياته لتكون جزءا من دولة فلسطينية لم يعش ليراها.
وقالت ابنته سلام عريقات بجانب قبره بصوت يغالبه البكاء «عظم الله أجركم لكل الشعب الفلسطيني أبوي أبوكم كلكم أبو القضية الفلسطينية».
كان عريقات عضوا لمدة طويلة في حركة فتح كما كان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومستشارا مؤتمنا للرئيسين الراحل ياسر عرفات والحالي محمود عباس.
أعلن عريقات قبل شهر إصابته بفيروس كورونا وتوفي الثلاثاء بعد غيبوبة استمرت ثلاثة أسابيع في مستشفى إسرائيلي بالقدس المحتلة.
وقاد عريقات الفلسطينيين في محادثات سلام مع إسرائيل لسنوات كثيرة حتى انهارت تلك المحادثات في عام 2014. وخلال العام الأخير من حياته كان الوجه الفلسطيني الرئيسي المعارض لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط التي تترك لإسرائيل السيطرة على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة حيث يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم.
جاءت مراسم تأبين عريقات تزامنا مع ذكرى وفاة عرفات في عام 2004 التي جرى احياؤها في مراسم منفصلة في وقت سابق أمس.
وفي رام الله حمل جنود فلسطينيون نعش عريقات في موكب عبر ساحة مفتوحة بالمجمع الرئاسي. ووضع أحد حراس الشرف الفلسطينيين إكليلا من الزهور على النعش. ولوَّح عباس ومسؤولون كبار اخرون مودعين للموكب الجنائزي لدى مغادرته متجها إلى أريحا لدفن الجثمان.
وتجمع حشد كبير أمام منزل عريقات في أريحا حيث نقل النعش إلى الداخل حتى ودعته عائلته.
في وقت لاحق انضم مئات المشيعين إلى الجنازة وهم يلوحون بالعلم الفلسطيني ويهتفون «الله أكبر» ودفن الجثمان في مقبرة تحفها أشجار النخيل وأدى الجنود التحية العسكرية عند قبره.