كتبت – إيمان عوني مقلد
أعلنت بريطانيا أمس الانتهاء من إزالة كل الألغام الأرضية في جزر فوكلاند بعد 38 عاما من انتهاء الحرب التي خاضتها ضد الأرجنتين للسيطرة على هذا الأرخبيل في جنوب الأطلسي. وزُرعت آلاف الألغام المضادة للأفراد والعربات في هذه الجزر خلال الحرب التي نشبت عام 1982. ومنذ ذلك الحين باتت لافتات التحذير والسياجات التي تحيط بالمناطق الخطرة إحدى سماتها البارزة. وقالت الحكومة البريطانية إن الجزر، التي تسيطر عليها المملكة المتحدة منذ عام 1833, أصبحت الآن «خالية تماما» من الذخائر بعد انتهاء برنامج إزالة الألغام من مهمته قبل ثلاث سنوات من الموعد المحدد. وأُطلق هذا البرنامج الممول من بريطانيا عام 2009. ونفذه فريق من خبراء إزالة الألغام معظمهم من زيمبابوي.
واحتفالا بالمناسبة سيلعب سكان محليون مباريات كريكيت وكرة قدم على شاطئ كان مغلقا في السابق بسبب مخلفات الألغام والذخائر غير المنفجرة.
كما ستجري قرعة لاختيار أحد السكان ليفجر المجموعة الأخيرة المتبقية من الألغام، وستحلّق في 14 نوفمبر طائرة حربية تابعة للسلاح الجوي الملكي البريطاني فوق جيبسي كوف، آخر منطقة تُسلّم بعد تطهيرها.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب «بفضل جهود المملكة المتحدة، لم يعد هناك وجود لألغام خطرة مضادة للأفراد في جزر فوكلاند». ووصفت الوزيرة البريطانية ويندي مورتون المسؤولة عن الجزر الانتهاء من البرنامج بأنه «إنجاز ضخم»، مشيدة بخبراء إزالة الألغام.
وأضافت أن بريطانيا التزمت بتخليص العالم من الألغام الأرضية وتعهدت تقديم 36 مليون جنيه لمشروعات إزالة الألغام العالمية. وحرب الفوكلاند هي آخر الحروب الاستعمارية التي خاضتها بريطانيا، وقد اندلعت بعد غزو الارجنتين للجزر، التي تطلق عليها اسم مالفيناس، لتأكيد مطالبتها بها.
وأسفر القتال الذي استمر 10 أسابيع عن مقتل 649 عسكريا أرجنتينيا و255 جنديا بريطانيا بالإضافة إلى ثلاثة من سكان الجزر. وكان على فريق إزالة الألغام من زيمبابوي، الذي عمل تحت اشراف شركتين بريطانيتين هما «سابفلاين غلوبال» و«فينيكس انسايت»، العمل في مواقع نائية وظروف مناخية قاسية لا يمكن التنبؤ بها.
واعتبر الرئيس التنفيذي لشركة «سايفلاين» آدم آينسورث أن الانتهاء من برنامج إزالة الألغام يعني أنه صار بإمكان السكان أخيرا استعادة جزرهم.