الحياة الزوجية.. أغلقا عليكما بيتكما
بقلم/ د. نجلاء الورداني
أكثر ما يهدد الحياة الزوجية ويفسد ملذاتها تدَّخل الآخرين في حياة الزوج والزوجة… حينئذ يدلي كل بدلوه وبخبراته التي تختلف من حياة إلى أخرى ومن بيت إلى آخر.
والزوج والزوجة لا يعلمان عن أي شيء تعبّر خبرة من تدّخل.. هل تعبر عن واقع حياتي يحيا بداخله الفرد فيعبّر عن خبراته لعل الآخر يستفيد منها؟ أم أنه حقد يكنّه في ذاته وقد جاء وقت الانتقام؟ أم خبرات فاشلة مرّ بها وظنها خلاصة الزبد؟
وهل تعبّر عن الحسد؟ أم نحن أمام حالة مرض نفسي ترغب في نشر تجاربها الفاشلة والمحبطة وفقًا لمبدأ فلنحيا جميعًا تعساء؟
أيها الزوج وأيتها الزوجة: دعوا مشكلاتكم وخلافاتكم بينكما لا تعلمان بها أحدا، وتيقنا أنها مهما بلغت فستحل دون عناء ومشقة وسيخيم الحب على البيت ويزرع في النفوس الرغبة في الاستمرار.
أيها الزوج وأيتها الزوجة: أغلقوا بيوتكم… ففي تراثنا قيل إن الزواج يفتح باب الرحمة، وباب الرزق، وباب السعادة، وباب النجاح، وباب الثواب، وباب الجنة، ويغلق باب الفشل، وباب العقاب، وباب النار.. فهيا لنغلق بيوتنا علينا فتفتح لنا أبواب السعادة التي دونها أبواب الشقاء.
إن من أعظم الأمور وأصعبها في الوقت نفسه بناء “حياة جديدة” مليئة بالمسؤوليات والمتطلبات المادية والنفسية والعاطفية والاجتماعية والعائلية، وقد يتخوف بعضنا من هذه البداية ظنًا منه بأنه لا يستطيع تلبية كل هذه المتطلبات والبعض الآخر يبدأها ببسمة هادئة نحو مستقبل مشرق.
إنه تحضرني الآن كلمة “هارفيل هندريكس”: “الزواج كيان ثقافي يُفرض على الإنسان، ولأن الناس يفتقدون وجود نظام داخلي من الوصايا الإجتماعية، فإنهم قد يجدون أنفسهم مُحاصرين داخل علاقة زوجية تعيسة”.