إيناس مقلد – الوكالات:
بعد الاحتفال بفوزه على دونالد ترامب، باشر جو بايدن أمس استعداداته لانتقاله إلى البيت الأبيض مع تحديد أولويتين: مكافحة الوباء وإعادة توحيد أمريكا المنقسمة.
وقد أشاد قادة من كل أنحاء العالم بانتخاب هذا المرشح الديمقراطي مقدمين تناقضا صارخا مع صمت المعسكر الجمهوري الذي، مثل الرئيس المنتهية ولايته، يرفض الاعتراف بالهزيمة.
واذ ادعى حصول «تزوير» انتخابي من دون تقديم أدلة، وعد دونالد ترامب بزيادة الإجراءات القانونية التي سيتخذها. لكن فرص نجاحه ضئيلة، والديمقراطيون الذين فجّروا فرحهم في المدن الكبرى لا يبالون.
ومن دون توجيه أي كلمة إلى خصمه، احتفل بايدن «بفوزه المقنع» ومد في الوقت نفسه يده إلى ناخبي الرئيس الجمهوري مؤكدا أنه يتفهم «خيبة الأمل» وذلك في خطاب حماسي في معقله بولاية ديلاوير أمام حشد كبير تجمع في سيارات في جو احتفالي.
وأعلن النائب السابق للرئيس الأسبق باراك أوباما تشكيل خلية أزمة خاصة بفيروس كورونا المستجدّ الذي اودى حتى الآن بأكثر من 237 ألف شخص في الولايات المتحدة.
وهذه الخلية ستضمّ علماء وخبراء وستكون مكلفة وضع «خطّة تدخل حيّز التنفيذ اعتبارا من 20 يناير 2021»، يوم تنصيبه.
وتم الإعلان في وقت سابق عن تدابير عدة لمكافحة الوباء أبرزها إجراء حملة فحوص وطنية وجعل الكمامة إلزامية في المباني الفيدرالية ومجانية اللقاح المستقبلي. ويعتزم جو بايدن أيضا إلغاء انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية.
كما يعتزم الرئيس المنتخب إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ وإلغاء المرسوم المتعلق بالهجرة الذي يحظر دخول مواطني دول عدة ذات أغلبية مسلمة إلى الأراضي الأمريكية.
وستدخل كامالا هاريس التي اختارها لمنصب نائبة الرئيس التاريخ بصفتها أول امرأة تشغل هذا المنصب. وقد أكدت السناتورة السوداء عن كاليفورنيا السبت أنها «لن تكون الأخيرة». وأشادت بـ«أجيال النساء» من جميع الأصول، التي «مهدت الطريق» لها.
مرددا خطابه الموحد، من المقرر أن تضم حكومته ممثلين للجناح اليساري للحزب والوسطيين وربما بعض الجمهوريين.
ومع ذلك، فإن الغالبية في مجلس الشيوخ والتي ستحدد في اقتراع محموم في جورجيا في يناير، قد تؤثر على خياراته. فإذا احتفظ الجمهوريون بالغالبية في مجلس الشيوخ، قد يرفض زعيمهم ميتش ماكونيل ترشيح شخصيات لا تروق له كثيرا.
وسيؤثر موقف دونالد ترامب في الأيام المقبلة أيضا على هوامش عمل جو بايدن حتى قبل 20 يناير. فمن أجل الوصول إلى معلومات من الوكالات الفيدرالية، يحتاج الامر إلى قرار إداري يفعل عملية الانتقال.
وقد يتأخر ذلك بسبب رفض الجمهوري الاعتراف بهزيمته، وهي خطوة صعبة جدا بالنسبة إلى رجل الأعمال السابق الذي جعل «النجاح» جوهر خطابه. وفي دليل على أنه ليس مستعدا بعد للإقرار بهزيمته، كرر ترامب صباح أمس على تويتر مزاعم «الانتخابات المسروقة» قبل توجهه لممارسة لعبة الجولف.
وهنأ العديد من قادة دول العالم جو بايدن بانتخابه رئيسا للولايات المتحدة، لطي صفحة دونالد ترامب، ودعوه إلى العمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية. حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وصف بايدن بأنه «صديق عظيم لإسرائيل»،
وفي الولايات المتحدة، مع استثناءات نادرة، لم يتخذ المعسكر الجمهوري هذه الخطوة بعد. وقال السناتور ليندسي جراهام لشبكة «فوكس نيوز» أمس مخاطبا ترامب «لا تتنازل عن أي شيء سيدي الرئيس، حارب».
والتزم معظم أعضاء الكونجرس المنتخبين الصمت المطلق لمدة 24 ساعة. وسيكون تعاونهم أساسيا لتجنب شلل المؤسسات. وقال الديمقراطي جيمس كلابيرن لشبكة «سي إن إن» «لا يهمني إذا اعترف دونالد ترامب بهزيمته أم لم يعترف، ما يهمني هو أن يساعدنا الحزب الجمهوري في الحفاظ على سلامة ديمقراطيتنا».
وبدا أن السناتور الجمهوري روي بلانت يمهد الطريق لذلك. وقال في تصريح لقناة «إيه بي سي»، «لقد حان الوقت لأن يترك الرئيس محاميه يتحدثون ويقدمون حججهم إلى المحاكم والأمريكيين ثم يمكننا المضي قدما».
أما السناتور الجمهوري ميت رومني، أحد منتقدي ترامب، فقال «لن نغير الرئيس، فهو ما هو عليه ولديه علاقة مرنة مع الحقيقة». وأضاف «أنا مقتنع بأنه سيقاتل حتى النهاية. لكنني متأكد أيضا أنه بمجرد استنفاد كل الوسائل المتاحة، سيقبل بالأمر الذي لا مفر منه».
وعبرت الصحف التي صدرت في دول العالم أمس عن ارتياح كبير بالفوز.
وعنونت صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية «فجر جديد لأمريكا»، مشيرة إلى نجاح هاريس، وهي أول امرأة تصبح نائب الرئيس في الولايات المتحدة.
أما صحيفة «صنداي تايمز» فقد كتبت ساخرة من الصفة التي أطلقها ترامب على بايدن خلال الحملة الانتخابية «جو الناعس يوقظ أمريكا». ورددت «صنداي تلغراف» كلمات بايدن «حان الوقت لتتعافى أمريكا».
في الشرق الأوسط، تساءلت الصحف، مثل موقع عكاظ، عن تداعيات هذا التغيير في البيت الأبيض على المنطقة، وخاصة العلاقات مع إيران. وأشارت صحيفة الشرق الأوسط السعودية إلى أن ولاية الرئيس الحالي عززت محور السعودية والبحرين والإمارات ومصر ضد إيران.
وفي القاهرة، رأت صحيفة «الأخبار» الحكومية اليومية ان الانتخابات شابتها «انتهاكات» وقالت «حان الوقت لأن تتوقف الولايات المتحدة عن إعطائنا دروسا في الديمقراطية».