كتب: أحمد السيد
اكتسب اجتماع مجلس الوزراء العُماني والذي ترأسه السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، أمس بقصر البركة العامر بمسقط، أهمية كبيرة لأنه يأتي قبل أيام قلائل من احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الـ 50 للنهضة يوم 18 نوفمبر الحالي، حيث يطوي العُمانيون عاماً من الجهد والعطاء ويستهلون عاماً جديد في بناء النهضة المتجددة والمستدامة.
كما أن الخطاب الذي ألقاه سلطان عُمان خلال الاجتماع قد حدد فيه ملامح المرحلة المقبلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فعُمان دولة سلام منذ الأزل، وتعمل دوماً على دعم السلم والأمن الدوليين، وماضية في إجراءاتها الاقتصادية المعززة لاستدامة التنمية والبناء، ومتطلعة نحو نظام تعليمي يواكب متطلبات العصر والتكنولوجيا الحديثة، وسط بيئة صحية تمكن الانسان من استمرار العطاء، والتعامل بانسانية بالغة في التوفيق بين القرارات والاجراءات المرتبطة بكورونا.
فقد أكد السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، على أن عُمان دولة السلام ومنهجها السلام منذ القدم، وهي مستمرة بمواصلة هذا النهج وتأكيد ثوابتها في علاقاتها مع دول الجوار ودول العالم وتعاونها مع الجميع بما لا يؤثر على المصلحة الوطنية، سعياً من السلطنة لتحقيق السلام والأمن وتوطيد الاستقرار والتعايش السلمي بين الأمم.
وشدد السلطان هيثم بن طارق على العزم على استكمال مسيرة الإصلاح الاقتصادي فى عُمان، واستقرار الاستدامة المالية للدولة وجعل تحقيق التوازن المالي في أعلى سلم الأولويات للحكومة باعتباره أحد أهم ممكنات رؤية “عمان 2040”.
وأشار سلطان عُمان إلى أن التحديات الاقتصادية والمالية التي تواجهها السلطنة كغيرها من الدول تقتضي اتخاذ مجموعة إجراءات لتحسين الأوضاع المالية والاقتصادية ومن بينها مبادرات خطة التوازن المالي متوسطة المدى (2020- 2024 م ) بهدف تحسين التصنيف الائتماني للسلطنة وصولاً لمستويات آمنة وبيئة جاذبة للاستثمار، إلى جانب تنشيط وتنويع مصادر الإيرادات ودعم النمو الاقتصادي وتوجيه الموارد المالية التوجيه الأمثل.
وأكد السلطان هيثم بن طارق على أن ما تتضمنه الخطة من مبادرات وبرامج ينبغي ألا تؤثر على المواطنين من ذوي الدخل المحدود وأسر الضمان الاجتماعي وذلك من خلال إرساء وتعزيز منظومة الحماية الاجتماعية، مشيراً إلى أهمية تسهيل الإجراءات وتشجيع الاستثمار وضرورة النهوض بالقطاع الخاص وتنمية قطاع السياحة والقطاعات المولدة لفرص العمل للمواطنين.
كما أكد على أهمية التعداد الإلكتروني للسكان والمساكن والمنشآت الذي سيتم في شهر ديسمبر المقبل، حيث سينعكس إيجاباً على كافة أوجه التنمية ويسهم في حسن التخطيط الشامل للسلطنة ككل، مناشداً الجميع التعاون والتفاعل الإيجابي مع الإجراءات المطلوبة لتنفيذه وإنجازه.
وشدد السلطان هيثم بن طارق على أن قطاعي التعليم والصحة هما من أولويات مرحلة العمل الوطني المقبلة، واستمع خلال الاجتماع إلى الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها الجهات المختصة لبدء العام الدراسي الجديد بسبب جائحة كورونا، مهنئاً أعضاء الهيئة التعليمية والكادر الإداري وأبناءه الطلبة والطالبات بمناسبة بدء العام الدراسي، مع ضرورة الالتزام بالاشتراطات الصحية وأهمية تعاون الجميع لتقديم تعليم فاعل، وفي هذا السياق أشار إلى أهمية مواكبة أساليب ووسائل التعليم الحديثة والتعلم عن بعد وتعزيز قدرات أبنائه الطلبة والطالبات في مجال تقنية المعلومات والتواصل الرقمي بما ينسجم مع أهداف رؤية “عُمان 2040”.
ووجه بتوفير أجهزة حاسوب لوحية لأبنائه طلبة وطالبات أسر الضمان الاجتماعي في العام الدراسي الحالي، موجهاً بضرورة التواصل مع كافة فئات المجتمع والاستماع لآرائهم ومتطلباتهم الضرورية.
وأشاد سلطان عُمان بالجهود التي يبذلها الكادر الصحي للتعامل مع الجائحة، وبما تتخذه اللجنة العليا بالسلطنة المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد۱۹) من إجراءات في هذا الجانب، مؤكداً على أهمية التعامل بحكمة مع الأوضاع المصاحبة لاستمرار الجائحة وتأثيراتها على الحياة العامة.
كما أكد على أهمية التوازن بين الإجراءات والقرارات المتخذة لمعالجة الجائحة، ومراعاة التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية المترتبة عليها، مع ضرورة التقييم المستمر لتلك الإجراءات وتعديل ما يتطلب حسب مقتضيات الحال، وأهمية عدم التساهل مع المخالفين لقرارات اللجنة العليا.