إيناس مقلد – الوكالات:
قطع مهاجم يحمل سكينا ويردد «الله أكبر» رأس امرأة وقتل اثنين آخرين في هجوم بكنيسة في مدينة نيس الفرنسية أمس الخميس.
وأفاد مصدر بالشرطة بأن رجلا مسلحا بسكين دخل إلى الكنيسة في التاسعة صباحا تقريبا وذبح خادم الكنيسة وقطع رأس امرأة مسنة وأصاب امرأة ثالثة إصابة خطيرة.
وقال استروزي للصحفيين ان خادم الكنيسة والمسنة توفيا في المكان بينما تمكنت المرأة الثالثة من مغادرة الكنيسة ودخول مقهى قريب لكنها توفيت هناك.
وأضاف «أطلقت الشرطة النار على المهاجم المشتبه به في أثناء القبض عليه وهو في طريقه إلى المستشفى وهو لا يزال على قيد الحياة».
وأضاف «طفح الكيل… حان الوقت الآن لكي تتبرأ فرنسا من قوانين السلام من أجل القضاء نهائيا على الفاشية الإسلامية في أراضينا».
وقال صحفيون من رويترز في مكان الحادث ان الشرطة المسلحة بأسلحة آلية فرضت طوقا أمنيا حول الكنيسة الواقعة في شارع جان ميدسان في نيس وهو شارع التسوق الرئيسي بالمدينة. كما انتشرت سيارات إسعاف وسيارات إطفاء في الموقع.
وأفادت مصادر مطلعة على الملف أن منفذ الاعتداء في كنيسة نوتردام في نيس، تونسي في الـ21 من العمر وصل إلى أوروبا من جزيرة لامبيدوسا الإيطالية نهاية سبتمبر وإلى فرنسا مطلع أكتوبر.
وقالت مصادر قضائية في إجابتها على أسئلة لوكالة فرانس برس، إنّ هوية المعتدي لم تتأكد رسميًا. إلا أنّ الشاب وفقا لمصدر قريب من الملف يدعى إبراهيم عويساوي، الأمر الذي أكده مصدر ثان.
ووصل إلى فرنسا آتيًا من لامبيدوسا في إيطاليا حيث كانت السلطات المحلية ألزمته بحجر صحي قبل أن يرغم على مغادرة الأراضي الإيطالية ويفرج عنه.
ولم يتقدّم بطلب لجوء في فرنسا.
ووفقًا لمصدر آخر، فإن المحققين لم يكن بين أيديهم سوى ملف عائد للصليب الأحمر الإيطالي، يشير إلى انّ اسمه إبراهيم عويساوي.
وأعلن الرئيس ايمانويل ماكرون أن فرنسا تعرضت لهجوم من إرهابي إسلامي وقال انه سينشر الاف الجنود الإضافيين لحماية المواقع الهامة ومنها أماكن العبادة والمدارس.
وتابع قائلا في تصريحات من موقع الهجوم ان فرنسا تتعرض للهجوم «بسبب قيمنا بسبب رغبتنا في الحرية وبسبب امكانية التمتع بحرية العقيدة على ترابنا».
وأضاف «وأقولها ثانية اليوم بوضوح كبير لن نرضخ».
وفي السعودية أفاد التلفزيون الرسمي بأن سعوديا اعتقل في مدينة جدة بعد مهاجمة وإصابة حارس عند القنصلية الفرنسية. وقالت السفارة الفرنسية ان الحارس نقل إلى المستشفى بعد اعتداء بسكين وحياته ليست في خطر.
وفي غضون ساعات من هجوم نيس قتلت الشرطة رجلا هدد المارة بمسدس في مونتفافيه قرب مدينة أفينيون بجنوب فرنسا.
ونقلت صحيفة لو فيجارو الفرنسية عن مصدر بالادعاء قوله ان الرجل كان يخضع لعلاج نفسي وان الادعاء لا يعتقد أن هناك دافعا إرهابيا لديه.
وقال كريستيان استروزي رئيس بلدية نيس ان الهجوم وقع عند كنيسة نوتردام وكان مماثلا لقطع رأس المعلم صمويل باتي قرب باريس في وقت سابق من الشهر الجاري بعدما عرض رسوما كاريكاتيرية عن النبي محمد في فصل دراسي.
وجاءت هجمات أمس في وقت يتصاعد فيه غضب العالم الإسلامي من دفاع فرنسا عن نشر رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد الذي تحل اليوم ذكرى مولده. وندد محتجون بفرنسا خلال مسيرات في عدد من الدول الإسلامية.
ونددت دول ومنظمات إقليمية ومؤسسات دينية أمس بالهجوم الدامي في الكنيسة في نيس.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن استنكار المملكة وإدانتها الشديدين للهجوم الإرهابي في نيس. وجددت الوزارة في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» التأكيد على رفض المملكة القاطع لمثل هذه الأعمال المتطرفة التي تتنافى مع جميع الديانات والمعتقدات الإنسانية والفطرة الإنسانية السليمة، مؤكدة في الوقت نفسه على أهمية نبذ الممارسات التي تولد الكراهية والعنف والتطرف.
ودانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة الهجوم الإرهابي، وقدمت الأمانة العامة العزاء لذوي الضحايا ولحكومة وشعب فرنسا، وأعربت عن تمنياتها بعاجل الشفاء للمصابين. وأكدت المنظمة مجددا على موقفها الثابت الرافض لظاهرة الغلو والتطرف والإرهاب بجميع أشكالها وتجلياتها ومهما كانت الأسباب والدوافع، داعية في الوقت ذاته إلى تجنب الممارسات التي تؤدي للكراهية والعنف.
وأدان فضيلة الدكتور شوقي علام – مفتي مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- الهجوم الإرهابي في المدينة الفرنسية. وشدد مفتي الجمهورية في بيان أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط، على رفض الشريعة الإسلامية القاطع لكافة أشكال الاعتداءات الإرهابية الآثمة وترويع الآمنين والأبرياء دون وجه حق، أو الإساءة للرموز والمقدسات الدينية، ضاربة بتعاليم الأديان والشرائع السماوية والمواثيق الدولية عُرض الحائط.
وبدوره، قال الأزهر الشريف إنه يدين الهجوم الإرهابي في نيس الفرنسية، وأكد في سلسلة تغريدات على «تويتر» أنه لا يوجد بأي حال من الأحوال مبررٌ لتلك الأعمال الإرهابية البغيضة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وكافة الأديان السماوية، داعيًا إلى ضرورة العمل على التصدي لكافة أعمال العنف والتطرف والكراهية والتعصب.
وندد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بشدة، الهجوم الإرهابي، وجدد المجلس، ومقره العاصمة الإماراتية أبوظبي، تنديده الدائم بالعديد من الأحداث الإرهابية التي استهدفت الأبرياء في فرنسا مؤخرًا، وحذر من استغلال بعض الجماعات الإرهابية للمناسبات مثل المولد النبوي الشريف بنشر دعوات الفساد والتخريب والتكفير وخلق العداوات وبث خطاب الكراهية التي تطلقها هذه الجماعات المتطرفة وقنواتها التحريضية برعاية عدد من الدول التي ترعى الإرهاب والتطرف.
وقالت تركيا انها تندد بشدة بهجوم نيس.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش «بشدة الاعتداء المقيت» في نيس، وفق ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك من نيويورك. وقال المتحدث إن جوتيريش «يجدد التأكيد على تضامن الأمم المتحدة مع شعب وحكومة فرنسا» في هذه المحنة.