بين عشية وضحاها تحطم الإلتزام الحزبى على عتبات المصلحه الشخصيه للمرشحين ، وتعاظمت الأنا ، وتلاشى التلاحم ، والتعاضد ، والمسانده ، بل إن تنصل المنتمين للأحزاب المرشحين للمقاعد الفرديه بعضهم من بعض خاصة حزب مستقبل وطن باتت ظاهره تستحق الدراسه هؤلاء حتى وإن جمعهم مؤتمر إنتخابى يكون كرها عنهم ونجدهم يصدرون للناخبين والمحيطين بهم أن ذلك جاء رغما عنهم ، والتأكيد على إنتخاب من يرونه من مرشحين وهو معهم مع التأكيد على عدم إنتخاب زميله مرشح الحزب معه لأن منحه الصوت يضر به إنتخابيا أبلغ الضرر ويقلل من فرص نجاحه .
هذا هو واقع الحال الذى رصدته فى محافظة الغربيه بصراحه ووضوح فى ظل تراجع سيطرة أمين الحزب بالمحافظه المحاسب محمد عريبى على مجريات العمليه الإنتخابيه ، إنشغالا بعضويته بمجلس الشيوخ . حتى وصل الأمر ببعض المرشحين إلى الدفع ببعض معاونيهم لعقد تحالفات إنتخابيه مع كل المرشحين بالقرى كل على حده ومن خلف ستار ، حيث يحاول كل منهم منفردا ومن وراء بعضهم البعض فى خداع منقطع النظير إقناعهم بتزكيتهم معهم عند أبناء قراهم فى صبيحة يوم الإنتخابات وذلك بأن يطلب كل منهم الدعوه لإنتخاب أحدهم كمرشح حزب مستقبل وطن معه حتى يضمنوا الوصول للإعاده ، فى تأكيد بأنه ليس ملتزما بالمرشح الآخر الذى رشحه الحزب معه بالمقعد الفردى .
البعض من المرشحين المستقلين كشفوا الأمر وأعلنوا عن عقد تحالفات ثنائيه يضمنون بها أصوات بلدانهم أو مناطقهم معا ، وآخرين لم ينتبهوا أنها لعبه إنتخابيه ولن يحصدوا منها شيئا وأن ماتم تصديره من أن مرشح الحزب مسنود من فوق أمر فيه نظر ولايليق الترويج له إحتراما لبلدنا الحبيب مصر ، وتقديرا للدور الوطنى الذى تؤديه الأجهزه فى تحقيق الإستقرار والتصدى لأى إجرام يحدث بالوطن الغالى ، وحرصا على مابقى من ثقه لدى جموع الناس تولدت بعد أن سقط بإمتياز بعض مرشحى الحزب بالمقاعد الفرديه فى المرحله الأولى .
لاشك أن تداعيات المرحله الأولى لإنتخابات مجلس النواب التى أخفق فيها نواب بالبرلمان خلفت إنهيارا حزبيا غير مسبوق وتنامى مبدأ ” ياروح مابعدك روح ” ، ” وأنا أو الطوفان ” فى سلوك وتعامل مرشحى الفردى لحزب مستقبل وطن بمحافظة الغربيه ، الأمر الذى وجدنا فيه مرشحيه كل يسلك الدرب الذى يرى فيه مصلحته حتى ولو أهدر الإلتزام الحزبى وألقى به فى طى النسيان ، فى إستعداد بتضحيه كل مرشح بالآخر سحقا للإلتزام الحزبى ، وأصبح كل مرشح يسير فى إتجاه يحقق مبتغاه فى النجاح حتى ولو كان هذا النجاح على جثة زميله المرشح الآخر وهذا أمر جلل وخطير لو تم ترسيخه سيعكس لاشك هشاشة البنيه التحتيه للحزب الذى يضم آلاف آلاف آلاف العضويات ، ومن غير المقبول القناعه بأى طرح ينفى ذلك لأننى أتحدث عن واقع حقيقى وبشفافيه ولاأتحدث من الغرف المغلقه والمؤتمرات الفخيمه .
إتهامات طالت الحزب عن تلقى أمانته ببنى سويف مبلغ 8 مليون جنيه من مرشحه بدائرة مركز بنى سويف المهندس طارق مخيمر الذى إتهم الحزب طبقا لماتواتر من بيانات بأن الحزب أجبره على دفع 8 ملاين جنيه تبرعا للترشح عن الحزب بالمقعد الفردى ببنى سويف ، ولكنه لم ينال المساعده المرجوه لذا أخفق فى الإنتخابات ، لاشك بأن تلك الواقعه أحدثت زلزالا مجتمعيا كبيرا لذا أحسن حزب مستقبل وطن عندما سارع على لسان أمينة الإعلام به الدكتورة دينا عبدالكريم بنفى ذلك فى تصريح نشره المصرى اليوم ممهورا بتأكيد بأنه لم يصدر أي بيانات عن الحزب تفيد بـ«تلقى الحزب تبرعًا من أحد مرشحيه في محافظة بني سويف يبلغ قيمته 8 ملايين جنيه»، نافية صلة الحزب بأي بيانات حول هذا الأمر، فيما أصدر حزب مستقبل وطن بياناً رسمياً نفى فيه الواقعة برمتها ، وأعلن اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروجي البيان المفبرك ، وهذا تصرف محترم من الحزب يساهم لاشك فى توضيح الأمور والتصدى لأوجه الخلل .
تبقى حقيقه يقينيه أفرزها التعاطى مع العمليه الإنتخابيه بداخل حزب مستقبل وطن تعكس وجود حاله من الإرتباك الشديد بين أمانات الحزب والأعضاء ، الأمر الذى يعكس إستعلاءا غير مقبول لدى بعض المسئولين عن ملف إنتخابات مجلس النواب ، سيكون نتيجته خلل جسيم فى الحياه الحزبيه ، وتراجع فى الممارسه السياسيه إذا لم يتم تدارك الأمور بسرعه شديده كما حدث فى واقعة الملايين الثمانيه المزعومه وذلك بالنسبه للعمليه الإنتخابيه وهذا لاينفى أن الحزب يضم قيادات واعده وعلى مستوى المسئوليه الوطنيه والفهم الحقيقى لمجريات الأمور .
لاشك أن إعتراف قادة الحزب بالأخطاء التى تمثل أحيانا خطايا والعمل على التفاعل معها لتصويبها يمكن أن تكون الطريق الوحيد والأوحد للإصلاح والتقدم وبناء كيان حزبى محترم يكون له فاعليته فى الحياه السياسيه والمجتمعيه وبصدق بعيدا عن الطبل والزمر والمنظره والنفاق أحيانا ، ويقينا سيتفهم الصديق العزيز معالى المستشار الجليل عبدالوهاب عبدالرازق رئيس حزب مستقبل وطن ورئيس مجلس الشيوخ مضامين ماطرحت وسيكون له فيها موقف .
يبقى أهمية التأكيد على أن طرح هذه القضيه وغيرها من القضايا المسكوت عنها يهدف إلى حلحلة حالة الصمت المريب الذى إبتلى به الساسه وتعايشت معه الأحزاب ، لأن الأداء الحزبى والسياسى المحترم لحزب مستقبل وطن وغيره من الأحزاب بما فيهم حزب الوفد الذى أنتمى إليه فى زمن الشموخ سيضيف لهذا الوطن الغالى كثيرا وسيكون نقطة إنطلاق حقيقيه للبناء والتقدم .