وأنتم الأعلون
بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد سيد أحمد المسير
تعالت الصيحات مطالبة بتحسين صورة الإسلام في العالم الغربي، ووصل الأمر إلى مبالغات وضعت الإسلام والمسلمين في قفص الاتهام، وأصبحنا مطالبين أفرادا ومؤسسات بأن ندافع عن ديننا وأمتنا، وأن نقف مبهوتين مكبلي الأيدي، مكممي الأفواه، وهذا منتهى الإحباط وقمة الخطر!!
إننا نحن المسلمين أولى الناس بالعزة والكرامة، ونحن نملك من صدق العقيدة وصحة الشريعة وكمال الدين، ما يجعلنا نفاخر الدنيا كلها ونواجه العالمين..
ومن كان بيته بالزجاج فلا يرمي غيره بالحجر، فهؤلاء في العالم الغربي فقدوا إنسانيتهم، وظلموا البشر، وضيعوا حقوق الإنسان وتسلطوا على الشعوب وأهلكوا الحرث والنسل..
وهم يريدون أن يشغلونا عن تبليغ الدعوة، ويسعون جاهدين للحيلولة دون انتشار الإسلام في عقر دارهم، ويمثلون مقولة الجاهليين الأول: «لاتسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون»۔
فلنعتز بإسلامنا، ولنبدأ الدعوة الصحيحة ولنقدم الإسلام سلوكا وعملا، ولنتخط هذه الحجب التي نسجها أعداؤنا وخدعونا بها، وليكف أصحاب العزائم الخائرة من بني جلدتنا عن تملق واسترضاء أئمة الكفر، فإنهم لا عهد لهم ولاميثاق، وصدق الله العظيم حيث يقول:
« اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلاتخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت علیکم نعمتی ورضيت لكم الإسلام دينا »
ورغم أهمية الدفاع عن النفس أمام الحقد الغربي، إلا أن هذه القضية ليست في المقام الأول.. ففقه الأولويات يجعلنا نبدأ بالبناء الذاتي لأنفسنا، وتعميق الإيمان في حياتنا كلها .