تقرير كتبه: أحمد السيد
“إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذى لا ينضب، وسواعدها التى تبنى، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمُّس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، ولا شك أنها ستجد العناية التى تستحقها”.
هكذا أوضح السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، الأهمية المحورية للشباب في رسم مستقبل عُمان، منذ توليه مقاليد الحكم في 11 يناير 2020م.
ويمثل يوم السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام، يوماً للعطاء وإعطاء دفعة قوية للمستقبل بالاحتفال بيوم الشباب العُماني، والذي أقيم هذا العام تحت رعاية ذي يزن آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، والذي قال في كلمة له ” يسعدنا في هذا اليوم أن نتقدم بالتهنئة الخالصة لشباب عُمان الكرام بمناسبة يوم الشباب العُماني، والذي تحتفل به السلطنة في السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام؛ إيماناً راسخاً وثابتا بدورهم الحيوي في مواصلة مسيرة البناء لنهضة عُمان المتجددة، واضعين أمامنا تطلعاتهم وآمالهم نحو مستقبل أكثر إشراقاً يساهمون فيه لرفعة وازدهار عُمان”.
يكتسب الاحتفال بالشباب العُماني هذا العام أهمية كبيرة لأنه يستبق الاستعداد للاحتفالات بالعيد الوطني الـ 50 للنهضة، والذي يوافق 18 نوفمبر من كل عام، ليطوي العُمانيون عاماً من العطاء والجد والاجتهاد، ويستقبلون عاماً جديداً تحت رعاية السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، ويحدوهم الأمل والطموح نحو استدامة البناء والتنمية والنهضة المتجددة.
ولمواصلة تجسيد الاهتمام العُماني بالشباب تم تدشين “جائزة الإجادة الشبابية” لتكريم الشباب في يومهم على ما يقدمونه لقطاع الشباب في تسعة مجالات حددتها الجائزة؛ ضمن فئات الأفراد والمبادرات والمؤسسات الشبابيّة.
وتتمثل مجالات الجائزة الرئيسية في تسعة محاور هي: ريادة الأعمال؛ والتعليم؛ والإعلام؛ والثقافة؛ والعلوم؛ والرياضة؛ والتراث؛ والبيئة؛ والعمل. وتكرّم الجائزة الشباب في ثلاث فئات هي: الأفراد؛ والمبادرات الشبابية؛ والمؤسسات الشبابية.
جاءت فكرة جائزة الإجادة الشبابية كونها امتدادا لتكريم الشباب العماني المجيد في محافل يوم الشباب عاما بعد عام، إذ تنطلق الجائزة في نسختها الأولى هذا العام لتكون سنوية، وتمنحها وزارة الثقافة والرياضة والشباب تكريما للمجيدين من الشباب العماني بيوم الشباب العماني من كل عام في مجالات عدة تهم القطاع الشبابي.
وتأتي هذه الجائزة تشجيعا للشباب العماني على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات، واحتضان كافة الإبداعات والابتكارات، واستثمار طاقات أكبر عدد من الشباب الموهوب والمبدع في شتى المجالات.
جاء الاحتفاء بهذا اليوم المخصص للشباب العماني بمباركة من لدن المغفور له السلطان قابوس بن سعيد ـ طيّب الله ثراه ـ انطلاقًا من 2014، لتكون هذه الذكرى السنوية وقفة على واقع الشباب العماني ومنطلقا لتقييم ما مضى واستشرافًا لما سيأتي.
يهدف يوم الشباب العماني إلى الاحتفاء بإنجازات الشباب العماني، والوقوف مع احتياجات قطاع الشباب، وتجسير العلاقة بين الشباب العماني ومختلف الجهات، وتعزيز قدرات الشباب العماني للمساهمة في التنمية.
ولم تكن سلطنة عُمان بعيدة يوما ما عن إدراك أهمية الشباب، فكانت من أوائل الدول التي كرست كل اهتمامها بالمواطن باعتباره هو صانع التنمية وباني النهضة، انطلاقا من استراتيجية “بناء البشر قبل الحجر” حتى تساير تطلعات التطورات العالمية، وتعددت المبادرات العُمانية التي تكرس وتجسد اهتمامها بالشباب وفق النهج الكلي الموجه نحو البناء .
قامت الدعامة الأسياسية للرؤية المستقبلية “عُمان 2040” على أن الاهتمام بالشباب يشكل ضماناً للمستقبل ويعزز مشاركتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى صنع المستقبل المُشرق لعُمان مع توسيع الاستفادة من قدراتهم ومهاراتهم.
وانعكس اهتمام السلطان هيثم بن طارق بالشباب، على التشكيل الوزاري الجديد للحكومة العُمانية الذى صدر فى شهر أغسطس الماضي، حيث إن أكثر من 60% من التشكيل الوزارى الجديد للسلطنة ضمن الفئة العمرية الأقل عن 55 عاماً.
وتم تتويج الاهتمام السلطاني بالشباب، بإنشاء وزارة الثقافة والرياضة والشباب في التشكيل الوزاري الجديد، بقيادة شابة “ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد”، ليؤكد الاهتمام بهذه الفئة التي ستساعد في بناء النهضة المتجددة لعُمان.
الإبداع والابتكار
وانطلاقاً من دورها المحوري باعتبارها حاضنة لهذه الشريحة القوية في المجتمع العُماني، تعمل وزارة الثقافة والرياضة والشباب جاهدةً على تشجيع الإبداع والابتكار وفتح قنوات التواصل الهادف والحوار البناء بين فئة الشباب العُماني، للنهوض بكل ما من شأنه تعزيز الانتماء للوطن، وبحث متطلبات الشباب فـى المرحلتين الراهنة والمستقبلية، وكذلك تعزيز مواهب الشباب، وإبراز إبداعاتهم وتقديم الدعم اللازم لهم من خلال إقامة الأندية العلمية والفنية بما يسهم فى تحقيق طموحاتهم.
وفي إطار الدعم الكامل للشباب الذين يشكلون قوة الحاضر وأمل المستقبل، نظمت الحكومة العُمانية مؤخراً، برنامج “فُرصة”، لإتاحة الفرصة للشباب ليكونوا رواداً في التجارة الرقمية.. ويهدف البرنامج إلى إتاحة الفرصة للشباب العُماني المبادرين وغير المرتبطين بأي دوام سواء بوظيفة دائمة أو مؤقتة، على مساعدتهم بتوفير وظائف لهم عن طريق تأسيس مشروعات صغيرة في مجال التقنية الرقمية، ويهدف أيضاً إلى أن يكون المشاركون أكثر فعالية في استخدام التكنولوجيا، وتعلم كيفية بناء تجارتهم الخاصة، والتعرف على كيفية التعامل مع الظروف في التجارة، وتحديد المهارات الرئيسية للقادة الفعالين.
ويمكن القول بأن النظام العُماني كرس كل الاهتمام لقطاع الشباب انطلاقا من قناعات مفادها أن الاهتمام بالأسرة وغرس نسق من القيم الأساسية التي تتضمن قيم حب الوطن والانتماء الكامل له من أولويات صناعة المواطن الشاب القادر على تولي المسئولية في المستقبل.