إيمان عوني مقلد
– الوكالات: تواجه أوروبا موجة ثانية قوية من الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ عبر إغلاق تام في أيرلندا وعزل جزئي في جمهورية تشيكيا وحظر تجوّل محلي في إيطاليا فيما تسجّل ألمانيا حيث الوضع «خطير جدًا»، عدد إصابات قياسيا.
وتجاوز عدد الإصابات في القارة أمس الثمانية ملايين و256 ألف وفاة، وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس.
وسجّلت ألمانيا (قرابة 9900 وفاة) التي أُشيد بإدارتها الجيدة للموجة الأولى في الربيع، قرابة 11300 إصابة جديدة في 24 ساعة، في عدد قياسي منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19 في البلاد.
وأعلن رئيس معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية أمس أنّ «الوضع العام أصبح خطيرا جدا». وأمرت السلطات بمنع التجمعات وفُرض عزل جزئي على منطقة في جبال الألب وأصبح وضع الكمامات إلزاميًا في بعض شوارع برلين.
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دعت رسميًا السبت المواطنين إلى «البقاء في المنازل» قدر الإمكان، مشيرةً إلى أن «طبيعة فصل الشتاء وعيد الميلاد تحدّده الأيام والأسابيع المقبلة».
من جهته، ألقى رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن الخطاب نفسه تقريبًا، فأمل في «الاحتفال بعيد الميلاد بشكل معقول».
في فرنسا (أكثر من 34 ألف وفاة)، حيث يُعتبر الوضع أسوأ من ألمانيا، فُرض حظر تجوّل على أكثر من عشرين مليون شخص بينهم سكان باريس ومنطقتها بالإضافة إلى ثماني مدن كبيرة، بين الساعة التاسعة مساء والسادسة صباحًا. وكذلك فُرض حظر تجوّل في منطقة لا لوار أيضًا اعتبارًا من الجمعة بين منتصف الليل والفجر، ويُتوقع أن توسّع السلطات نطاق هذا الإجراء ليشمل مدنًا أخرى الخميس مع ارتفاع عدد الإصابات (أكثر من 26 ألف إصابة في 24 ساعة).
وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران الخميس «الفترة خطرة الوباء تفشى في معظم» أراضي البلاد.
وفي وقت لاحق أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس أمس أنّ نطاق حظر التجول الليلي في المدن الفرنسية الكبيرة سيتسع بدءا من السبت ليخضع له نحو 46 مليون نسمة، ما يعني فرنسيين من أصل ثلاثة، بهدف مواجهة الموجة الوبائية الثانية من كوفيد-19.
وحذر في سياق إعلانه توسيع نطاق حظر التجول الذي يمتد من التاسعة مساء حتى السادسة صباحا، من أن «الأسابيع المقبلة ستكون قاسية».
ودخلت التدابير الأكثر صرامة في أوروبا حيّز التنفيذ منتصف ليل الأربعاء إذ سيُلازم كل الإيرلنديين منازلهم لستة أسابيع وستُغلق المتاجر غير الأساسية، إلا أن المدارس ستبقى مفتوحةً.
وستحذو مقاطعة ويلز البريطانية حذوها اليوم عند الساعة 18.00 لمدة أسبوعين. أما في بقية أراضي المملكة المتحدة أكثر دول أوروبا تضررا من الوباء (44158 وفاة)، ففُرضت تدابير متفاوتة على 28 مليون انكليزي من بينهم سكان لندن، وستُغلق الحانات والمطاعم أبوابها في أيرلندا الشمالية.
وقررت الحكومة البريطانية أمس للمرة الأولى خلال شهر تعزيز مساعداتها للشركات المتضررة من القيود المفروضة.
في جمهورية تشيكيا التي سجّلت أعلى عدد إصابات ووفيات لكل مائة ألف نسمة خلال الأسبوعين الأخيرين، فُرض عزل جزئي حتى الثالث من نوفمبر مع قيود على التحركات واللقاءات وإغلاق كل المتاجر والخدمات غير الأساسية.
واختارت دول أخرى فرض حظر تجوّل ليلي، على غرار بلجيكا، حيث ستُغلق المقاهي والمطاعم لمدة شهر فيما تتحدث السلطات عن وضع «أسوأ بكثير» مما كان عليه في الربيع. وأُدخلت وزيرة الخارجية صوفي ويلميس المصابة بكوفيد-19 إلى العناية المركزة.
في شمال إيطاليا فرضت لومبارديا, الرئة الاقتصادية والمنطقة الأكثر تضررًا جراء الوباء في البلاد، حظر تجوّل اعتبارًا من مساء أمس بين الساعة 23.00 والساعة الخامسة فجرًا لمدة ثلاثة أسابيع. أما في كامبانيا في جنوب البلاد فيُفرض الإجراء نفسه بدءًا من مساء اليوم. ومنذ أسبوع تسجّل إيطاليا أكثر من 10 آلاف إصابة جديدة يوميًا.