إيناس مقلد – (أ ف ب):
كشف وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر عن مبادرة جديدة لتعزيز تحالفات الولايات المتحدة مع «الديمقراطيات المشابهة» عبر مبيعات الأسلحة بشكل جزئي، في محاولة للحدّ من تأثير روسيا والصين في العالم. وقال إسبر إن البنتاجون سيرصد بشكل منهجي وسيدير علاقاته مع الدول الشريكة بهدف إيجاد أساليب أخرى لتنسيق الجيوش وتحسين مبيعات الأسلحة الأمريكية.
وتأتي المبادرة واسمها «التوجيه من أجل التنمية للتحالفات والشراكات» (جي دي ايه بي) قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وفي حال خسر فيها الرئيس دونالد ترامب، سيتمّ استبدال إسبر في يناير. وجاءت المبادرة أيضاً بعد جهود بذلها ترامب على مدى نحو أربع سنوات لإعادة هيكلة تحالفات وحتى تفكيك بعضها، بما في ذلك تهديد حلف شمال الأطلسي.
وأضاف إسبر يوم الثلاثاء في كلمة أمام مركز أتلانتيك كاونسل الفكري أن «شبكة حلفاء وشركاء أمريكا توفر لنا ميزة غير متكافئة لا يمكن لخصومنا أن يضاهوها»، واصفاً الشبكة بأنها «العمود الفقري للنظام الدولي القائم على قواعد». وتابع: «لدى الصين وروسيا على الأرجح أقل من عشرة حلفاء مجتمعين».
واعتبر أن الصين تستخدم الإكراه والخداع المالي لبناء تحالفاتها مع دول ضعيفة مثل بورما وكمبوديا ولاوس. وأضاف: «كلما كان حجم الدولة صغيراً كبُرت احتياجاتها وزاد الضغط من جانب بكين». وعدّد زيارات قام بها لبناء علاقات دفاعية مع مالطا ومنغوليا وبالاو وكذلك خططا أمريكية لتعزيز الوجود الدفاعي الأمريكي في شرق أوروبا بما في ذلك تمركز قوات في بولندا.
وشدد على الحاجة إلى بناء علاقات أوثق مع «الديمقراطيات المشابهة مثل الهند وإندونيسيا»، مضيفاً: «جميعها تدرك ما تفعله الصين». وقال إسبر: إن جزءاً أساسياً من هذا الجهد هو توسيع مبيعات الأسلحة الأمريكية، لمساعدة الحلفاء في تحسين القدرات الدفاعية ودعم الصناعة الدفاعية الأمريكية في مواجهة المنافسة الروسية والصينية.
وأوضح أنه قام بخطوات لتخفيف القيود على صادرات منظومات الأسلحة «الحساسة» وتسريع الموافقات، وسيستخدم مبادرة «جي دي ايه بي» لتحديد فرص مبيعات الأسلحة وحماية الأسواق الأمريكية. وأشار على سبيل المثال إلى تخفيف القيود الأمريكية مؤخراً على تصدير الطائرات المسيرة للمعارك، والتي يمكن أن تبيعها الولايات المتحدة لتايوان والإمارات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان للصحفيين في بكين أمس الأربعاء إن إعلان إسبر كان «سوء تقدير استراتيجياً» يسعى إلى تصوير الصين على أنها «خصم». وتختلف الصين والولايات المتحدة على التجارة وحقوق الإنسان وتزايد طموحات الصين التكنولوجية العالمية في السنوات الأخيرة. واتهمت واشنطن بكين بسرقة التكنولوجيا فيما تقول الصين إن الطلاب والباحثين الصينيين الذين يغادرون الولايات المتحدة يتعرضون للاستجواب. وقال تشاو أمس الأربعاء إن حوالي 300 طالب صيني غادروا الولايات المتحدة خضعوا للاستجواب في مطارات أمريكية بين مايو وسبتمبر وتمت مصادرة بعض أجهزتهم الإلكترونية.