كتب: عبد الرحمن هاشم
سأل سائل يقول: أحيانًا يتكرر السهو في نفس الصلاة، كما أنني أنسى سجود السهو أيضًا، فما الحكم؟
وأجاب فضيلة الشيخ الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى قائلا:
أولًا : ذهب جمهور الفقهاء إلى أن تكرار السهو من المصلي في الصلاة لا يسجد له إلا سجدتين.
ثانيًا : اختلف الفقهاء في حكم من سها عن سجود السهو وسلم وانصرف من الصلاة: فذهب الحنفية إلى أنه إن سلم ناسيًا السهو سجد ما دام في المسجد؛ لأن المسجد في حكم مكان واحد.
وأما إذا كان يصلي في غير المسجد فإن تذكر قبل أن يجاوز الصفوف من خلفه أو يمينه أو يساره أو يتقدم على موضع سترته أو سجوده سجد للسهو.
وأما المالكيَّة فقد ذهبوا إلى أن من نسي السجود قبل السلام -وهو الذي يكون بسبب النقص في الصلاة- فعليه الإتيان به إذا لم يخرج من المسجد أو لم يَطُلْ الوقت وهو في مكانه أو بجواره، أما السجود الذي يكون بعد السلام –وهو الذي يكون بسبب وقوع الزيادة في الصلاة- فإنهم قد ذهبوا إلى عدم سقوطه وإن طال الزمان لسنين، وسواء تركه عمدًا أو نسيانًا.
وذهب الشافعيَّة إلى سقوط سجود السهو بالسلام من الصلاة؛ لأنهم يرون أن السجود قبل السلام، في حين ذهب الحنابلة إلى سقوط السهو إذا طال الفصل أو بانتقاض الوضوء، أو بالخروج من المسجد.
والخلاصة: أن الأيسر على السائل هو تقليد مذهب الشافعيَّة لقطع الوسوسة وسقوط المطالبة عنه، ولا شيء حينئذٍ على المصلي.
والله أعلم