إيمان عوني مقلد
– (أ ف ب): أعلن الرئيس دونالد ترامب أمام حشد من أنصاره في بنسلفانيا يوم الثلاثاء إنه يحارب «ماركسيين» و«مجانين» فيما اتهمه منافسه الديمقراطي جو بايدن في ولاية فلوريدا المتأرجحة، بأنه عامل الأمريكيين «كسلع قابلة للاستهلاك» خلال جائحة كوفيد-19.
وقبل 21 يوما فقط على الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر ووسط تراجع كبير لشعبيته في استطلاعات الرأي، لم يوفر ترامب أي مبالغة صارخة في ترسانته بشأن الديمقراطيين أو إهانة للحالة العقلية لبايدن. وقال إن بايدن كان «يختنق مثل كلب» خلال المناظرة التلفزيونية وبأنه «مستنفد» عقليا، معتبرا أن منافسه الديمقراطي الأوفر حظا، يحركه الشيوعيون.
وأمام حشد كبير صاخب من المناصرين في جونستاون أعلن أن بايدن «يسلم زمام الأمور للاشتراكيين والماركسيين والمتطرفين اليساريين»، معتبرا «أنه لا يستطيع مواجهة المجانين الذين يديرون حزبه».
بل إن ترامب البالغ 74 عاما، ذهب إلى حد اعتبار بايدن البالغ 77 عاما، أضعف من أن يتولى الرئاسة، إذ نشر تغريدة لصورة متلاعب بها لإظهار بايدن جالسا على كرسي متحرك بين عدد من المسنين الجالسين على كراس متحركة، في غرفة. وجاء في تعليق الصورة «بايدن رئيسا» وأزيل حرف من كلمة رئيس بالانجليزية (بريزيدنت) لتصبح «نزيل» (ريزيدنت).
والصورة التي تسخر من المسنين العجزة كانت مفاجئة إلى حد ما، نظرًا إلى مشكلات الرئيس المتزايدة على ما يبدو في الحفاظ على ولاء كبار السن الذين يمثلون قوة انتخابية مهمة. وفي جونستاون استعاد ترامب صورة المرشح الدخيل التي طورها لتحقيق فوزه المفاجئ عام 2016، معلنا أمام الحشد أنه يحارب «طبقة سياسية أنانية وفاسدة» في واشنطن.
ولكن حتى مع إسعاده الجمهور بخطابه، أظهر مرة أخرى أنه وعلى الرغم من تراجع شعبيته لا يعتزم السعي لمد اليد للديمقراطيين في أمة منقسمة بشدة. وقال «سينتهي الأمر كنسخة أكبر حجما من فنزويلا إذا فازوا». ورسم صورة مخيفة لبلد يمنح فيه الديمقراطيون رعاية طبية مجانية في المستشفيات «لأجانب غير شرعيين» وفي نفس الوقت «يدمرون (برنامج) ميديكير والضمان الاجتماعي».
أما مسألة فيروس كورونا المستجد الذي أودى بأكثر من 215 ألف شخص في الولايات المتحدة، فلم تكن الطاغية حتى وإن كان ترامب نفسه قد مكث ثلاثة أيام في المستشفى بعدما ثبتت إصابته بكوفيد-19 مطلع أكتوبر. وقال ترامب «سوف نسحق الفيروس بسرعة كبيرة. هذا ما يحصل بالفعل» رغم أن مناطق واسعة من الولايات المتحدة تسجل ارتفاعا كبيرا في أعداد الإصابات.
قبل ساعات على حملة ترامب في بنسلفانيا، كان بايدن في فلوريدا يخاطب تجمعا أصغر بكثير مصوبا على طريقة إدارة ترامب لأزمة الوباء. ويمكن اعتبار فلوريدا أكثر أهمية من بنسلفانيا في يوم الانتخابات. فقد فاز بها ترامب في 2016 لكن الاستطلاعات تظهر تقدم بايدن بين ناخبيها. وسعى بايدن إلى استمالة كبار السن وقال في دار للمسنين في بيمبروك باينز شمال ميامي إن ترامب «لم يصب تركيزه يوما عليكم».
وقال إن «طريقة إدارته للجائحة فوضوية، مثلما هي حال ولايته الرئاسية». وانتقد بايدن تصريحات سابقة لترامب حول الفيروس قال فيها إن الفيروس «لا يصيب أحدًا تقريبًا». وقال نائب الرئيس السابق الذي وضع كمامة واقية طوال خطابه «أنتم قابلون للاستهلاك، أنتم قابلون للنسيان، انتم لا أحد تقريبًا. هكذا يراكم» ترامب.