إيران – وكالات أنباء :
تصاعدت في الآونة الأخيرة الدعوات في داخل إيران لاستقالة الرئيس روحاني.وكثَّف الإصلاحيون من ضغوطهم على روحاني للاستقالة،
واعتبروا أنه لا جدوى من استمراره في ظل عدم امتلاكه سلطة رسم السياسات واتخاذ القرارات، إلا أن المعسكر الأصولي المتشدد انتقد هذه الدعوات بشدة واتهم الإصلاحيين بالتهرب من تحمل المسؤولية وحذروا من لبننة إيران .
وقد أطلق مؤخرا السياسي الإصلاحي عباس عبدي الدعوة إلى الرئيس روحاني بالاستقالة عبر صحيفة «اعتماد» الإصلاحية، واعتبر أن استمرار الوضع الحالي والفجوة القائمة بين المتشددين، الذين سيطروا على البرلمان، والإصلاحيين لن يؤدي إلا إلى مزيد من الضعف وضياع الفرص السياسية للحد من المشاكل،
مشيرا إلى أنه في ظل هيمنة الأصوليين وعدم القدرة على عزلهم أقترح أن يتخذ روحاني مبادرة شخصية وهي أن يستقيل .
ورأى عبدي أن الانسحاب لا يعني الاحتجاج، بل هو فتح الطريق لحل الأزمات
معربا عن أسفه من أن كل دعوة للاستقالة تترجم في إيران بأنها دعوة للانفصال التام وتواجه بالعداء والبغضاء والحقد والافتراء
مضيفا : في ظل السيناريوهات المتوقعة عقب الانتخابات الأمريكية لا يمكن لروحاني الاستمرار في الرئاسة؛ لأنه لن يتمكن من اتخاذ القرارات بوجود آخرين يتحكمون فعليا بكل المواضيع، وهذا كله من أجل الشعب والبلد .
دعوة عبدي لقيت ترحيبا من قبل بعض الشخصيات الإصلاحية في البلاد، منهم عبدالله رمضان زاده الذي رحّب بالاقتراح، واصفا إياه، في تغريدة له على تويتر، بأنه «جيد للتخلص من الارتباك وتوضيح المسؤوليات».
المتشددون في إيران رفضوا هذه الدعوة وذكرت صحيفة «كيهان» الأصولية أن الإصلاحيين الذين يصارعون أزمة الدور والهوية عرضوا على روحاني الاستقالة من الرئاسة في أحدث استراتيجياتهم الخادعة للهروب من المحاسبة ،
مذكرة أن الإصلاحيين، الذين دعموا روحاني بالكامل في الانتخابات الرئاسية، امتصوا الحكومة وأطاحوا بها عبر أدائهم الضعيف، وها هم اليوم يقترحون الآن على الرئيس الذي يؤيدونه الاستقالة
الصحيفة أوضحت أن سلوك الإصلاحيين، وهم المسؤولون الرئيسيون عن الوضع الحالي، يشي بأنهم يحاولون إظهار أنفسهم بأنهم منتقدون للحكومة من خلال انتقاد روحاني والنأي بأنفسهم عن الحكومة .
من ناحية أخرى قالت الصحيفة إن اقتراح الإصلاحيين يخدم المشروع الأمريكي
مشيرة إلى أن «هذا المشروع قائم على (انعدام الهوية) وتسعى إليه أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في العراق ولبنان»، معطية أمثلة عن استقالة رئيس الوزراء في العراق ومن ثم في لبنان والأزمات التي عاشتها الدولتان بعد ذلك، معتبرة أن الدعوات لاستقالة روحاني هي محاولة «للبننة إيران».
في السياق نفسه أوضح الناشط السياسي بيجان مقدم في حديث مع صحيفة «جهان صنعت» الاقتصادية: «لم نسمع حتى الآن من روحاني استعداده للاستقالة والتنحي»، منتقدًا عرض عباس عبدي الأخير لروحاني بالتنحي عن الرئاسة،
مشيرا إلى أنه «يجب على الداعين إلى الاستقالة شرح نوع المفاوضات مع أمريكا التي يقصدونها دائما وعلى أي مستوى، لأن افتراضنا هو أن التفاوض، على الأقل مع شخص مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليس هو الحل».
مراقبون قالوا إن هذا الصراع حول استقالة روحاني يعكس الأزمة الطاحنة التي تعيشها إيران وعجز النظام بكل قواه وتياراته عن معالجتها، وأن الكل بموقفه هذا يحاول التهرب من تحمل المسؤولية وخاصة في ظل الغضب الشعبي العارم وقرب انتخابات الرئاسة والخوف من اندلاع انتفاضة شعبية أخرى.