إيناس مقلد – الوكالات:
عقدت أمس جولة أولى من مفاوضات غير مسبوقة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة ووساطة أمريكية، وسط إجراءات أمنية مشددة، في وقت أمل الجيش اللبناني إنجاز الملف ضمن «مهلة زمنية معقولة».
ووصفت الحكومة الأمريكية ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان في بيان مشترك المحادثات بأنها كانت «مثمرة». وقالت إن وفدي التفاوض أكدا التزامهما «بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر».
وأعلن لبنان وإسرائيل بداية الشهر الحالي التوصّل إلى تفاهم حول بدء المفاوضات في منطقة الناقورة الحدودية في جنوب لبنان، في خطوة وصفتها واشنطن التي لعبت دور الوسيط في التوصل للاتفاق وتضطلع بدور ميسّر المحادثات، بأنها «تاريخية» بين طرفين في حالة حرب.
واستمرت الجلسة الأولى التي عُقدت في مقر لقوة الأمم المتحدة في الناقورة، قرابة ساعة.
وإلى جانب الوفدين اللبناني والإسرائيلي، شارك وفد من الأمم المتحدة برئاسة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ومساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر والدبلوماسي الأمريكي جون ديروشيه، الذي سيضطلع بدور الميسّر في الجلسات المقبلة.
وفي كلمة افتتاحية نشرها الجيش اللبناني اثر انتهاء الجلسة، قال رئيس الوفد اللبناني العميد الركن الطيّار بسام ياسين «لقاؤنا اليوم سوف يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر، ويشكل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل حول ترسيم الحدود الجنوبية».
وأضاف «نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة».
وعقدت جولة التفاوض الأولى وسط إجراءات أمنية مشددة فرضها الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل)، تزامنت مع تحليق مروحيات تابعة للقوة الدولية في الأجواء. وقطع الجيش الطريق المؤدية إلى النقطة الحدودية، حيث عُقد الاجتماع، مانعًا اقتراب الصحفيين منها.
ووصفت إسرائيل المفاوضات، التي تتعلق بمساحة تمتد لنحو 860 كلم مربع، بـ«المباشرة» وهو ما يصر لبنان على نفيه.
وقال رئيس الجمهورية ميشال عون الثلاثاء «المفاوضات تقنية والبحث يجب أن ينحصر في هذه المسألة تحديدًا».
يضم وفد التفاوض اللبناني أربعة أعضاء هم عسكريان ومدنيان. وهم العميد ياسين والعقيد الركن مازن بصبوص والخبير التقني نجيب مسيحي وعضو هيئة قطاع البترول وسام شباط.
في المقابل، يضم الوفد الإسرائيلي ستة أعضاء بينهم المدير العام لوزارة الطاقة أودي أديري، ورؤوفين عازر المستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ورئيس دائرة الشؤون الاستراتيجية في الجيش.
وأثارت تسمية إسرائيل لسياسيين ضمن وفدها جدلاً في لبنان الذي يصر على طابع التفاوض التقني، على غرار محادثات سابقة جرت في اطار لجنة تفاهم إبريل إثر عملية «عناقيد الغضب» الإسرائيلية في 1996, أو مفاوضات ترسيم الخط الأزرق بعد الانسحاب الإسرائيلي في 2000, وأخيرًا الاجتماع الثلاثي الذي يعقد دوريًا منذ حرب 2006 برئاسة اليونيفيل وبمشاركة عسكريين من الدولتين.
وقبل ساعات من عقد الجلسة، طالب حزب الله وحركة أمل في بيان مشترك بـ«إعادة تشكيل الوفد اللبناني بما ينسجم مع اتفاق الاطار»، معترضين على ضمّه «شخصيات مدنية». وأكدا «رفضهما الانجرار إلى ما يريده العدو الإسرائيلي من خلال تشكيلته لوفده المفاوض»، معتبرين أنّ في ذلك «تسليما بالمنطق الإسرائيلي الذي يريد أي شكل من اشكال التطبيع».
وفي إسرائيل، قال مصدر في وزارة الطاقة لصحفيين الثلاثاء «هدفنا أن نحل النزاع حول ترسيم الخط البحري»، مضيفًا «لا أوهام لدينا، ليس هدفنا أن نخلق نوعًا من التطبيع أو عملية سلام». وتوقّع أن تستغرق المفاوضات بضعة أشهر فقط إذا لم يكن هناك من عوائق.